يحدث أحيانًا أن نفقد قدرتنا على التفسير لكل ما نواجهه في حياتنا حتى تصبح الحياة بأكملها لغزًا محيرًا. تفقد الأحداث والمواقف والقلوب هويتها، وتحاصرنا وحشةٌ قاتلة نشعر معها بالاغتراب حتى عن أنفسنا! ثم على حين غربة تهرع أرواحنا باحثةً عن وطنٍ يؤويها من تلك البعثرات المقيتة.
تبدأ حياتنا ببراءة تجذب من حولنا، نضحك والكل يضحك معنا، نبكي فيأتي الجميع متعاطفاً معنا وقلبه مرهف ناشر جناحيه على هذا وذاك، مهما كان الأمر صعباً، يعملون المحال لأجلنا، نكبر قليلاً وتبدأ خطواتنا بالتسارع فنكتشف كل ما هو حولنا بالعبث به أو المخاطرة بدخول أي مكان نراه، خزانة مفتوحة أو حفرة صغيرة وما إلى ذلك بدون تفكير، ويقدم الأهل دائماً على منعنا من ذلك بأسلوب يجعلنا نخاف من أن نخاطر ثانية وذلك بحجة الخوف علينا، وهم لا يعلمون أن طاقة تسكننا واكتشاف يغمرنا ويدان تعملان لتركيزنا.
يبدأ الحب يتبلور شيئاً فشيئاً ويختبئ، يهتم الأهل بالتعليم أكثر إلى أن نكبر على هذه الحال فنراهم جميعاً منهمكين بأشغالهم، فالأب لا نراه طوال اليوم لأجل جلب المال ومهما زاد يتطلع إلى الأكثر، والأم تعمل صباحاً وتثرثر ليلاً مع الجارات.
نوفا بلس للنشر والتوزيع . سعاد الفهد
كوني َوحيدة بِــ ذاتِك ولِذاتِك…
َفــلا َترتجي صحبتهم …
ولاَتْطُلبي صداَقَتُهم …
على خلاف د. ُسعاد الصباح حين قالت :
(كَّل اْمَرأٍةَ تحتاُج إلى كِّف صديق)
“إنّه لأمر مفزع أن تعيش وأن يموت الجبل..
يا كهنة البعل ويا أيها النبي إلياس ويا أهل الكهف الصالحين
ويا نسّاك جميع العصور يا صلاح الدين ويا أسامة وبولدوين
وريكاردوس المولود بلا قلب ونابليون وضاهر العمر..
ويا كلّ قطاع الطرق ويا أيّها القراصنة المحتمون من القصاص بمغائر هذه النواحي
يا عمّي إبراهيم وسرايا بنت الغول تعالوا قفوا معي فوق هذه الصخرة وانظروا كيف تموت الجبال”…
إميل حبيبي
“في لحظة ما خُيّل لي أنّكما ممسوسان. الاسم واللقب. ناجي العلي. المهنة. عاطل عن الوطن. الهواية. الرجم بالرسم. الرجم لمن. للمتخاذلين والانتهازيين وخونة قضية فلسطين. ماذا بشأن حنظلة. عاق لا يمتثل للأوامر الصادرة عن جهاته العليا. أنت مسؤول عمّا يصدر عنه.. أليس كذلك. بقدر مسؤولية النائم تجاه كوابيسه. هل تعني أنّك لا تستطيع ترويضه. إلّا إذا كنتَ تستطيع ترويض من هو قائم عليك. هل تعني أنّ حنظلة قائم عليك. على ضميري. همس لك حنظلة. لو تعرف زخم السعادة التي غمرتني بها يومها”
( وها أنا الآن أقف على أرضك.. وأنبت كزهرة برية طرية.. إنني حديثة عهد بالوطن فلا تلوموني.. أريد أن أزر عني و أكبر هنا.. أن تنبت لي جذور تنغمس في باطن باطن الأرض.. تصل إلى عمق العمق وتستقر هناك باسمة وهي تمسح عرقها.. أريد أن تظهر لي ألف يد لأساعد وأزرع وأبني وأعلّم وأغير.. ألف عين لأقرأ من أجلك يا وطن.. ألف لسان لأترافع عنك..
لن آخذك على محمل الأمل
أو الحب
أو الدفئ
لأنك وطن خارج أيضا عن إطار اللغة..
عن إطار التوقعات ..
عن إطار الحدود أيضا..
لست داخل العالم.. لست من ضمن الخارطة.. لست اسما أو علما.. إنك مصدر متدفق وعالم متوحد.. إنك حب ناضج.. وطموح بلغ رشده.. وعود استوعى على سوقه..)
(على قيد العناق) خواطر تحاكي المشاعر و الاحاسيس الصادقي في زمن طغت عليه المصالح الجافة
للكاتبة ميساء العلي
علی منهاج النبوة
منذ 1442 سنة ضاقت عليه مكة
فخرج مہاجرة تحت جنح الظلام
وبعد ثماني سنوات عاد إليها في وضح النهار
ودخلها بجيشه من أبوابها الأربعة!
الدين الذي بدأ برجل نزل يوما
من غار مظلم في مكة حاملا النور إلى هذا العالم
يؤمن به اليوم مليار ونصف إنسان
واسمه تردده المآذن
أشهد أن محمدا رسول الله