في هذا الديوان الذي بين أيادينا، يطرق الشاعر محمد حمود البغيلي دروبا تتآلف بالكلمات المعبرة، فثمة منحى فيه يأخذنا في نعومة إلى تذوق عذوبة القصيدة، ويدفعنا نحو الاستمتاع بطلاوة المفردات وانعظامها المتناسق البديع.
سعود مطلق السبيعي
تكمن أهمية هذا الكتاب بكونه يتناول ثلاثة من أهم أعلام الفكر العربي، هم: الفيلسوف الساخر “المعري”، والشاعر الثائر “الرصافي”، والكاتب اللامع “طه حسين”؛ فإذا ما عرضنا لهؤلاء أمام جمهور قرّائنا الكرام فإنَّما نريد أن نضع أمامهم صورة أدبية جميلة تضم بينجوانحها أفكار ثلاثة مبدعين أعزاء على نفوسهم، ولهم في حلبة التجديد الإجتماعي باع طويل.
لقد نشر الأستاذ طه حسين في سنة 1939م كتاباً سمّاه “مع أبي العلاء في سجنه”، “شرح فيه بلغة سلسلة جملة صالحة من آراء أبي العلاء ومذاهبه في حياته، وعللّها حسبما رآه واقتنع به؛ وقد قرأ الرصافيسنة 1942م هذا الكتاب فلم يوافقه في بعض إستنتاجاته وتعليلاته، فكتب رسالة يردّ بها على الأستاذ طه حسين، ويشرح بها آراء أبي العلاء ومذاهبه في حياته كما تراءت له، وعلَّل ذلك ببراهين منطقية كثيرة.
ففي آراء أبي العلا كما في فنه وشعره ونثره، دررٌ ثمينة ذات وزن كبير وقيمة لا تُقدّر، بل ولها أكبر مساس بالمشاكل الإنسانية الكبرى التي تصطرع على ساحة الحياة الإجتماعية في كُلِّ مكان وزمان، ولذلك كان الأولى أن تعطى هذه المشاكل كلّ عناية وتدرَّس بشكل يُقرّ بمفهوماتها من ثقافة الجمهور العربي ويمكّنه من الإستفادة منها… وهذا أثمن وأجدر.
يتذكر الشاعر المتألق فهد الشهراني بيتهم القديم في أطهر بقعة على وجه الأرض، مكة المكرمة، حيث ولادته وطفولته التي كانت هناك، مؤكدا في قضائده الجميلة أن ملامحنا تتغير بعد الرحيل لكن الأماكن تبقى في قلوبنا كما هي!
أن تنقر على حروف لوحة المفاتيح لمجرد تشبيك الحروف وصناعة كلمات قد تؤول إلى المعني, يعني أن تتقمص الخواطر وترتدي ثياب الزمن التراكمي لتقف على قارعة صفحة خاليةَ تبعثرك, وبعد هطول الكلام تلملمك..
يحدث أحيانًا أن نفقد قدرتنا على التفسير لكل ما نواجهه في حياتنا حتى تصبح الحياة بأكملها لغزًا محيرًا. تفقد الأحداث والمواقف والقلوب هويتها، وتحاصرنا وحشةٌ قاتلة نشعر معها بالاغتراب حتى عن أنفسنا! ثم على حين غربة تهرع أرواحنا باحثةً عن وطنٍ يؤويها من تلك البعثرات المقيتة.
تبدأ حياتنا ببراءة تجذب من حولنا، نضحك والكل يضحك معنا، نبكي فيأتي الجميع متعاطفاً معنا وقلبه مرهف ناشر جناحيه على هذا وذاك، مهما كان الأمر صعباً، يعملون المحال لأجلنا، نكبر قليلاً وتبدأ خطواتنا بالتسارع فنكتشف كل ما هو حولنا بالعبث به أو المخاطرة بدخول أي مكان نراه، خزانة مفتوحة أو حفرة صغيرة وما إلى ذلك بدون تفكير، ويقدم الأهل دائماً على منعنا من ذلك بأسلوب يجعلنا نخاف من أن نخاطر ثانية وذلك بحجة الخوف علينا، وهم لا يعلمون أن طاقة تسكننا واكتشاف يغمرنا ويدان تعملان لتركيزنا.
يبدأ الحب يتبلور شيئاً فشيئاً ويختبئ، يهتم الأهل بالتعليم أكثر إلى أن نكبر على هذه الحال فنراهم جميعاً منهمكين بأشغالهم، فالأب لا نراه طوال اليوم لأجل جلب المال ومهما زاد يتطلع إلى الأكثر، والأم تعمل صباحاً وتثرثر ليلاً مع الجارات.
نوفا بلس للنشر والتوزيع . سعاد الفهد
كوني َوحيدة بِــ ذاتِك ولِذاتِك…
َفــلا َترتجي صحبتهم …
ولاَتْطُلبي صداَقَتُهم …
على خلاف د. ُسعاد الصباح حين قالت :
(كَّل اْمَرأٍةَ تحتاُج إلى كِّف صديق)
“إنّه لأمر مفزع أن تعيش وأن يموت الجبل..
يا كهنة البعل ويا أيها النبي إلياس ويا أهل الكهف الصالحين
ويا نسّاك جميع العصور يا صلاح الدين ويا أسامة وبولدوين
وريكاردوس المولود بلا قلب ونابليون وضاهر العمر..
ويا كلّ قطاع الطرق ويا أيّها القراصنة المحتمون من القصاص بمغائر هذه النواحي
يا عمّي إبراهيم وسرايا بنت الغول تعالوا قفوا معي فوق هذه الصخرة وانظروا كيف تموت الجبال”…
إميل حبيبي
“في لحظة ما خُيّل لي أنّكما ممسوسان. الاسم واللقب. ناجي العلي. المهنة. عاطل عن الوطن. الهواية. الرجم بالرسم. الرجم لمن. للمتخاذلين والانتهازيين وخونة قضية فلسطين. ماذا بشأن حنظلة. عاق لا يمتثل للأوامر الصادرة عن جهاته العليا. أنت مسؤول عمّا يصدر عنه.. أليس كذلك. بقدر مسؤولية النائم تجاه كوابيسه. هل تعني أنّك لا تستطيع ترويضه. إلّا إذا كنتَ تستطيع ترويض من هو قائم عليك. هل تعني أنّ حنظلة قائم عليك. على ضميري. همس لك حنظلة. لو تعرف زخم السعادة التي غمرتني بها يومها”