هي محاولة روائية ونتاج أكثر من عامين من البحث والرصد ﻷحداث شغلتني فترة طويلة. ولا يمكنني التحدث كثيرا عنها وقد صدرت. الكتاب خير من يتحدث عن نفسه.
في فضاء زمني لا يتعدّى ثلاث ليالٍ تمضي أحداث رواية “وادي الشمس- مذكرة العنقاء” للكاتب بسام المسلم، على لسان ساردين، بين الكويت حيث السارد الأول “عبدالقادر النسر” يتحرك في الزمن الواقعي الحاضر للرواية، وبين صوت السارد الثاني “فواز النسر” الذي يأتي صوته في صورة مذكرات يقرأها أخوه، كان قد كتبها ما بين 2013 و2014 أثناء قتاله في سوريا.
لاحقاً، استطاعت هذه المذكرات أن ترى النور، وتخرج من مخيمات الزعتري في الأردن لتصل إلى يد “عبدالقادر النسر” في الكويت. وذلك بعد أن ظلّت حبيسة في دفترها لفترة طويلة يتناقلها اللاجئون السوريون في المخيّم كأمانة ثقيلة مجهولة بين دفتي دفتر مربوط بخيطين متعامدين مكتوب على غلافه الخارجي “بيت النسر- بيان الكويت”.
عندما لم يمنح الله
غيرك. نعمة القدر على
ترويض أحزاني
وجب عليك
شكر النعمة فعلاَ لا قولاَ!
عالقةٌ أنا بين نظرة عينيك، كفوف يديك، ولحظةِ عناق تتلاحمُ بها أجسادُنا لتصبحَ جسداً واحد! متورطة بصوتك المفقود، بأنشودةٍ طفولية منك! بكبرياءٍ مفضوح.. أحبك وأكرهك وجهان لمعنى «أحبك» حتى الفناء.
تدور أحداث الرواية حول فتاة تغربت في ألمانيا وتحديدًا في مدينة ميونيخ لفترة، لظروف خارجة عن إرادتها، ولكنها تحملت الغربة ولم تكترث لشيء، حتى بدأت تُغامر في أرجاء ميونيخ، بعد أن استجابت لنصيحة شخص ما التقت به نصحها بأن تجازف وتقتحم حياة الآخرين.
فتاة تحب القهوة، القراءة، التصوير، والكتابة، فتاة عاشت وتغربت لوحدها، وكانت فضولية أكثر مما ينبغي.
يعتقد الإنسان أنه يريد السلطة و المال و الجمال و النفوذ حتى يمرض، فتُختزل أمانيه فجأة بكلمة واحدة فقط: العافية.
قيل من العدل أن تعامل كما تُعامل .. لكن ليت بوسعنا أن نكون نسخ مؤلمة لمن آلمنا يوماً من باب الإنصاف.
عذراً لمن سجنني بذنبٍ لم تقترفه يداها الطاهرتين، ها أنذا اليوم أقدم ديناً لن تستطيع سداده ما حييت، ما أنا إلا بذرة صالحة أنبتت بعيداً عنك.
شكراً لأقدارنا فرغم الألم إلا أنها تقودنا لمتسع شاسع من الأمل لا حد له ..
يولد الإنسان مرة حين يتنفس و مرات عدة حين يُكسر ..
فبرغم الانكسار والاندثار والثورة، كانت الغربة حلاً وحيداً لترميم معالم النفس التي هتكتها الجروح، فكانت أمريكا هي المكان الذي وُلدَت وترعرعَت فيه هذه الخواطر بكل تناقضاتها، حيث تكتب المشاعر حيناً،
خواطرها بوحاً حزيناً يصور حالة الشجن المسيطر على نبضات قلب مكلوم، يتبعه شوق جارف لرؤية المستحيل، وحيناً آخر تكتبها وجداً بكل معاني الشغف.. وفِي أحيانٍ يستنفر العقل أفكاره ليكتب فكراً مصبوغاً بألوان الوجد والشجن.
هكذا كانت خواطري تتشكل، ولا أنسى الأجواء المناخية التي صبغت كل كتاباتي في سنوات الغربة، بكل التنوع المناخي، سواء الكتابات التي أنشرها في هذا الكتاب كخواطر وأفكار، أو التي ستنشر في رواية قادمة.فكان للخريف المتعدد الألوان الزاهية قبل تساقط الأوراق وبعدها، والثلوج المتراكمة البياض، واخضرار الربيع، ودفء الصيف على ضفاف البحيرات والأنهار،
كان لها جميعها دورٌ في رسم ملامح الشجن على لوحات كلماتي وخواطري بألوان تجعل للوجع طعماً لذيذاً، مثلما تصور بوح وجداني كعاشق يعيش أجمل لحظاته وهي تعكس ما يختلج في النفس التي اختارت غربتها كي تتوحد مع سمفونية البكاء؛
فتجعل من الدموع قصائد عشق ورثاء تتداوى بها كلما أوشكت أن تذوب بفعل قسر أحزانها، أو بفعل جنوح الوجد الذي يرفض أن يتنازل عن جمال نبضه رغم قسوة القدر
يحيى طفل شهد نكبة فلسطين|,شهد بعينه موت أمه وأخوته وأبيه, وعانى من خسارة العائلة والبيض والأرض وكل ما يملك.
اضطر وهو ابن العشرة أعوام الوحيد تحمل مسؤولياته,تخطى وجعه وصبره وتدميره النفسى
أصر على النهوض من مصيبته الكبرى ومن الجريمة التى ارتكبت بحق بلاده, أبح رجلاَ مرموقاَ لكن!
هذا أنا الباحث عني رغم معرفتي بأن نفسي شفافة بالقدر الذي ينفذ خلالها بصري ويستوعب شفافيته، وأنا عدة أشخاص في ذاتي، وعدة شِفَافٍ في شفيفٍ واحد. أعلم مسبقاً أني بذلك أناقض نفسي، وأعيش في دوامات لا أعرف لها حداً ولا نهاية.. كيف لي أن أعيش الموقف تسع مرات في آن واحد؟! هذا أنا، قوالب الزجاج المتلاصقة، شفاف، ينفذ مني الضوء لينتهي إلي، وينعكس مرة أخرى ليخرج مني! جوهر، لا أسمح بنفاد الضوء مني رغم نفوذه.