تكشف رواية “حرب الكلب الثانية” للروائي الأردني من أصل فلسطيني إبراهيم نصر الله الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الـ11 “نزعة التوحش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية بعيدا عن القيم الخلقية والإنسانية فيغدو كل شيء مباحا حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم”.
وقال الكاتب إن أجمل ما في “حرب الكلب الثانية” -وهي أول عمل له كرواية خيال علمي- “أنها أيقظت مناطق جديدة في عقلي وخيالي، وطرحت عليّ أسئلة لم أطرحها على نفسي من قبل، فكان علي أن أؤثث المستقبل باختراعات جديدة غير موجودة اليوم”.
ما هي حدود حرية الإنسان في إطار الضوابط الشرعية والفقهية؟
إن تصاعد ظاهرة التطرّف الإسلامي ودخول العالم في حلف لمحاربة الإرهاب، يضعان العالم جميعاً والمسلمين بشكل خاص أمام مواجهة ثقافية، وخصوصاً في مسألة الحريات.
يحاول المؤلّف أن يشق طريقاً آخر لمسألة الحرية مستنداً على الجمع بين القراءتين، قراءة الواقع الموضوعي والإشكالات المتعلقة بحرية الإنسان سواء في المنظومة الغربية أو في المنظومة الدينية التقليدية، وقراءة باسم الله ينطلق فيها من القرآن المهيمن والحاكم على جميع الشروحات والتفسيرات ومصادر التشريع الأخرى. ورغم تأسيسه لمفهوم الحرية من منطلق ديني، إلا أنه يحيل ذلك إلى تكوين الإنسان، ولكن ليس تكوينه المادي فقط، بل يتناول البعد الرابع في تكوين الأنسان الذي يشير إليه القرآن وهو البعد الروحي.
ويبيّن حاج حمد كيف تتعادل قيمة الحرية مع قيمة الإنسان. ويتناول العديد من القضايا المتعلقة بمسألة الحرية، كالتكوين الطبقي للمجتمع والتنظيمات السياسية الإسلامية، وضرورة القطيعة المعرفية مع الإيديولوجيا التاريخية.
الرواية التي كتبت بضمير المتكلم الذي يحكي القصة بنفسه، جسدت تجربة مهندس شاب واجهت حياته تحولا جذريا صنع لها شكلا مختلفا، فبعد منحة دراسية وعمل مرموق وجد نفسه في سجن الحائر إثر انجراف غير متوقع في حبائل الإدمان، الأمر الذي كلفه سنوات طويلة من السجن ليغير كثيرا في شخصيته ونظرته للحياة.
«كل سجن يمكن الخروج منه إلا السجن في عيون الناس»، هذه هي المحكومية الأبدية التي وجدها الرجل في انتظاره بعد انتهاء محكومية السجن، لم تكن آثارها متوقفة على استعادة حياته الطبيعية فقط بل حتى على حياة أبنائه وعلاقته بأقاربه وبمن حوله، وحينها لم يكن لديه حل آخر سوى الهجرة لمدينة أخرى بناء على نصيحة والده.