إنّ الكاتب صاحب الفكر لا يرتقي بسماءه إلا إذا حلّق بجناحيه الإثنين .. فيرفرف بجناحه الأول بأفكاره و فلسفته ويقدمها للمجتمع ، و يُفرد جناحه الثاني متوغلاً عالم السياسة و دهاليزها ليخترق الحواجز التي عجز عن اختراقها الآخرين ، فيخط بمخالبه القضايا التي تشغِل هموم الإنسان فيكون أفكاره التي تُرى و صوته الذي يُسمَع
أنا من أثارت مأساته ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما كان قلبي يرتعش أمام الحضور فخرًا حتى أصبح يرتعش رهبةً بعد ثوانٍ من انتهاء مراسم التخرّج!
فلم تكن كلية ساندهيرست العسكرية البريطانية حلمي من بعد تلك الفاجعة، وإنما أصبحت كابوسي للأبد!
أنا ملازم أول علي ومن هنا تبدأ قصتي.
رواية رعب تحمل في طياتها الكثير من الجوانب النفسية والفلسفية التي قد تؤدي بقارئها إلى الاختناق!
ترى ما هي الأسرار التي تحتويها هذه الجنازة؟ ولماذا هي معلقة؟ وإلى متى؟
بأسلوب شيق، يقدم هذا الكتاب سيرة شديدة التفصيل و الإسهاب لحياة الجنرال الأمريكي الأشهر لدينا في العالم العربي (تومي فرانكس)، و ذلك لكونه القائد العام للقوات الأمريكية الذي دمر العراق، و أسقط بغداد عام 2003 و على الرغم من أن هذا الكتاب يبدأ من فصله الأول البداية الطبيعية باللحظة الأولى لتفتح وعي تومي فرانكس على معاني الصواب و الخطأ و الخير و الشر منذ كان في الخامسة من عمره برفقة والده و هو يشق بعض ألواح الخشب في الحديقة.
إلا أنه يسبق كل ذلك بمقدمة تجسد اللحظة الأهم في حياة و خدمة فرانكس : إنها لحظة الاجتماع الأخير السابق مباشرة لبدء عمليات الهجوم، و الذي عقده و بقية قادة القوات من جانب، عبر الشاشة، مع جورج دبليو بوش و نائبه و وزير خارجيته و بقية أعضاء مجلس الأمن القومي، و قدموا فيه تقاريرهم النهائية عن استعدادات القوات، و أجابوا عن تساؤلات الرئيس، و تلقوا آخر توجيهاته، و أوامره ببدء العمليات.
و ما بين هاتين اللحظتين هناك الكثير مما يستحق أن نقرأه و نعرفه عن الرجل، و عن الجيش الأمريكي، و عن حرب الخليج.