هو كتاب يحتوي على اثنتي عشرة قصة، قام الكاتب بجمعِها، وكان يرويها لطلابه عند ما كان مدرساً، حيث انتقاها سعد للقارئ بذوقه الراقي وثقافته الواسعة، وكانت هذه القصص مجموعةً عنده في ملفاته الخاصة، حيث ما يميز الكريباني أنه مولعٌ في القصص والفوائد والحكم وجمعِها منذ صغره في ملفاته وكراساته.
يبلغ عدد صفحات الكتاب ما يقارب ثلاثمائة صفحة، وقد تم تصنيفها إلى عدة مواضيع مهمة تناقش موضوع القصص وكيفية سردها وخصائصها وكيفية التعلم منها في الحياة العملية، وتم سرد عدة قصص من التاريخ ومن العصر الماضي لتحدث الاستفادة منها بين مختلف الطلاب والمهتمين بأسلوب القصص في التعلم، وتم تصنيف المواضيع في الكتاب حسب عناوينها وتم فرستها بناءً على هذا الأمر.
ويعتبر هذا الكتاب من الكتب التي تناقش موضوع القصص الهادفة، والتي تعجب الجيل الشاب وجيل الطلاب، حيث طرح الكاتب فيه قصصاً واقعيةً حازت على إعجاب العديد من الطلاب وحفظوها لفترات طويلة، وتعتبر من أقوى المحفزات تأثيراً فهي تلك التي تعزف على أوتار المشاعر.
الشائع بين أصحاب الأديان السماوية الثلاثة، والتي تسمى بالأديان الإبراهيمية، أن الله يصطفي رجلاً يوحي إليه، بمفاهيم الفكر والعمل ليهدي بها العباد، ليسعدوا في حياتهم ومعادهم فيكون نبياً لله على الأرض.
نجد في الدين الأول أنبياء كثيرين أولهم آدم حتى أرسل الله تعالى رسوله وكليمه (موسى عليه السلام) ويؤكد كتابه الذي أرسل به (التوراة) أن الكثير من أجداده هم من الأنبياء، أما الرسول الثاني (عيسى عليه السلام) فلا نجد في كتابه (الإنجيل) ما ينص على أنه نبي، بل ولا في ما روي عنه، فما قال إنه رسول من الله، فاختلف المسيحيون بين أن يكون هو الله أو ابن الله، ولذلك لا نجد أنبياء في الديانة المسيحية خلفوا أو سبقوا المسيح، وبالتالي لا كتب عن الأنبياء عندهم عدا ما هو موجود في العهد القديم (التوراة).
أما الرسول الثالث والأخير (محمد صلى الله عليه وسلم) روي عنه، وجاء في الكتاب الذي أرسل به القرآن الكريم أنه (خاتم الرسل)، فهو رسول الله، ولذلك تجد أن قصص الأنبياء غالباً يهودية الأصل والروية والمصادر، أما قصص الأنبياء في الإسلام فمصادرها القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والأحبار، وهذا أدى إلى دخول آراء لا تتفق والمفاهيم الإسلامية القرآنية.
إن هذا الكتاب كُتب لطلبة المدارس اليهودية العراقية، فتجاوز المعد خرافات كثيرة، وكتب ضمن حدود مفاهيم القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة، فكان كتابه من أجمل كتب قصص الأنبياء، ترجمها من التوراة والأسفار والمزامير والإنشاد العبرية إلى العربية مباشرةً حاذفاً منها ما لا يتقبله المسلمون من أفكار ومفاهيم وردت في نص التوراة، وهذا تفضل من الأستاذ (عزرا حداد) لتجنب أي نوع من (الطائفية الدينية) والتعصب للفكر الديني.