لم يكتفِ الشاعر المتألق ناصر الوبير بأن يكون عنوان قصيدته الشهيرة «قررت أحبك من جديد» ذاته عنوان ديوانه، بل أنه جعل عدد فصوله أربعة يحمل كل منها كلمة من كلمات العنوان! لينقلنا من القرارات التي اتخذها في حياته إلى قصائد «أحبك» المهداة لفاطمة دون سواها ثم إلى القصير الممتع ونهاية مع الجديد من شعره!
نحتاج في بعض الأحيان للهروب من الواقع و التنكر بأقنعة لا تمس للواقع بأي شيء، نهرب بعيداً لوجهات غير معلومة ولا نطلب سوى الرحيل عن تلك الضغوط التي نعيشها بين فترة و أخرى، نركب مع أول سفينة لنعبر بها محيط الضغوط، هرباً من المسؤوليات المجيطة بنا، أملاً أن تكون وجهتنا الجديدة خالية من الضغوط الأسرية أو حتى الاجتماعية، التي فرضت علينا غصباً و لكن، سرعان ما يذوب ثليج جبل الوهم و تتضح الصورة أن لكل بداية نهاية ولا تستطيع أن تبدأ من جديد إن كنت لم تنته مما سبق و أن مواجهة تلك المسؤوليات و الخيبات، هو أفضل حل للتخلص من تلك المشاعر المتضاربة و المتراكمة، دون أن نشعر بشيء …
الحمدلله الذي كتب لنا بدايات قصصنا، و نهاياتها، و حقق لنا أحلاماً بفضله، و أخّر أخرى بجكمته، و منع أُخَرَ برحمته، له الحمد على نِعَمٍ كثيرة تُعلم، و نِعَمٍ كثيرة لا تُعلم، الحمدلله على الخير الجلي و العطاء السخي .. و اللطف الخفي، الحمدلله مبدّل الأحوال .. الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات …
شكّلت رواية “قرية ستيبّانتشيكوفو وسكّانها” عودة دوستويفسكي إلى الحياة الأدبية الروسية بعد قضاء عشر سنوات في سجن الأشغال الشاقة والمنفى. يصف هذا العمل، الذي تتخلله دراما نفسية، ومؤامرات واحتيالات دنيئة، حياة هؤلاء الأرستقراطيين الريفيين الذين يرثون قرية بكاملها ومن ثم يمتلكون “النفوس” التي تتألف منها. نجد هناك الأشخاص العابرين، الطفيليين، خدم المنزل، الأسرة، الأم المستبدة، والمدعي الثقافة والزائف الحماس الديني، الذي يسيطر شيئاً فشيئاً على هؤلاء الأشخاص ويكشف لنا أنانية وظلم ووصولية مجتمع اللامساواة والمظاهر الكاذبة التي كان عليها المجتمع الروسي إبان القرن التاسع عشر. إنه نص حكائي ذكيّ، مُتقَن، ذو حبكة مدهشة، يتّسم بوصف دقيق ولمّاح للطبيعة البشرية؛ هذا الوصف الذي ميّز وخلّد أعمال هذا الكاتب العظيم التي ما زالت تُقرأ وتُقرأ إلى يومنا هذا.
قريني الغير
يُقال أن الكتابة هي مصدر آخر للبوح بالمشاعر ..
كُنت أبوح بمشاعري لصفحاتي البيضاء ..
حديثي لم يكن سهلاً ككتاباتي، فعندما أكتب وكأنني أتحدث بطلاقة!
بل كأنني أخبر صفحاتي عما يجول بداخلي..
أو أن الصفحات تُشاركني الحديث!
كُنت أخبر الصفحات كل ما يحدث معي، لم أكن أتردد
في كلمة واحدة، وكأنها ستفهمني!
هذا الكتاب قد لا تكون له نهاية بالنسبة لي
لأنه يعبر عن مشاعري، مشاعر مررت بها،
مشاعر قد تكون عابرة، لكنها صادقة وحقيقية..
أتمنى منك أيها القارئ عندما تقرأ هذه المشاعر،
أن تشعر كيف خرجت من قلبي مباشرة لأشارككم إياها ..
الناشر:إن نظرة الشاعر للحياة وما فيها تختلف كلياً عن نظرة أي إنسان عادي آخر، فحفيف الأشجار وصفير الرياح وخرير الماء وحتى صرير الأبواب عنده لحن ونغم يعود به إلى أعماق نفسه ودواخل روحه وقلبه، فكيف إذا سمع قصائد المتنبي أو أطلال ناجي أو دمية العريض أو مرثية مالك بن الريب أو أحلام عبد الصبور. لا شك أنه يسمعها بأذن هي غير آذان بقية البشر، ويقرأها بعين هي ليست كعيونهم، ويحس بها بإحساس لا يماثله إلا إحساس شاعر.
تنتظر حتى ينام أهل الدار حتى لا تراك زوجتك وتظن بك الظنون عندما تجدك ترحق أوراقاً.. كل زوجة تعرف معنى أن يحرق زوجها أوراقاً.. إما أنه يحرق خطاباته الغرامية القديمة، أو يحرق مجموعته من الصور العارية لأن عينه الجشعة لا يملؤها غير التراب، أو يحرق ما يثبت أن له شقة أخرى وزوجة أخرى في الإسكندرية..
تتسلل إلى المطبخ وتشعل الموقد، وتأخذ شهيقاً عميقاً ثم ترفع كومة القصاصات كي تلقى تطهيرها النهائي وسط ألسنة اللهب..
هنا يدق جرس الهاتف..
اصدارات دايموند . د. أحمد خالد توفيق