في البداية، قالت العتيقي إن “امنحني 9 كلمات” قدم بإطلالة جديدة وبمشاركة ثمانية كتّاب مختلفين عن الجزء الأول وبتجربة فيها عمق، مشيرة إلى أن النصوص والكلمات التي تم اختيارها فيها كثير من النضج. بعدها طرحت العتيقي مجموعة من الأسئلة على المشاركين في الكتاب، وتحدث كل واحد منهم على حدة عن تجربته في الكتاب. وعن اختلاف الكتابين تقول العتيقي: في الجزء الأول كانت هناك 9 كلمات يجب أن تكون موجودة حرفيا في نص معين، في حين أن التطور الذي حصل في الجزء الثاني كان هناك 9 كلمات يأخذها جميع الكتّاب ويتعاملون معها كاملة.
كم من الحُبّ تحمل تجاه ذاتك؟ لا أتكلّم عن الحُبّ النرجسي “ألستُ رائعاً”، بل عن الاحترام الأساسي للذات الذي يُمدّك بالقوة، ويُساعدك على الإبحار في رحلة الحياة. هذا النوع من الحُبّ الذي يجعلك قادراً على الشعور بالأمان والحماية التي أنت عليها حقيقة، ويُلهمك كي تقوم بصنع اختيارات جيدة بالنسبة إلى ذاتك الأصيلة.
نحيت نظري صوب الأزهار البرية، ولكنها كانت تمر بشكل خاطف سريع كومضة عين، فكان كل ما أراه هو فقط وجهه “تشياو” فوسط الشحوب الظاهر عليه، كانت هناك ملامح تشبه ملامح الأزهار. ومن ثم هدأ قلبي الذي ظل مثقلاً بالهموم لوقت طويل. فيما بعد، لم أسألها بشكل مفصل عن أي شيء، لأن كلانا يعرف الأخر جيداً.
من يعلم كم من التعقيدات والصعوبات تنتظرنا في رحلة الحياة؟. ولكن “تشياو” لازالت تبحث عن الأزهار البرية التي لا نعلم اسمها، لتلقي عليهم السلام، بعد تعرضها إلى عواصف وأمطار عاتية في حياتها. أعرف جيداً أنه مازال يكمن في قلبها، طاقة غزيرة وحب فياض، وهما كافيان لمقاومة شقاء وصقيع الرحلة.
تشير الإحصائيات في الهند أن كل 50 ثانية يقوم أحد الوالدين بقتل ابنته. يبلغ عدد الفتيات المفقودات (0:6 سنوات) إلى 629 ألف فتاة كل سنة. يتم التّخلص من أغلبهن عن طريق الإجهاض والأخريات يتم قتلهن، إهمالهن أو التّخلّي عنهن تحت رحمة الظروف. تعود جذور تلك المشكلة إلى تفضيل المجتمع للجنس الذكوري نظرًا لعدم قدرة الفتاة على المُشاركة في ميادين العمل، المحافظة على استمرارية اسم العائلة، مسؤولة عن تقديم المهر للزوج، وأخيرًا لانتقالها إلى منزل أقارب زوجها مما يمنعها من الاهتمام بوالديها عندما يتقدّما بالعمر. لدى الفتاة الأولى في الأسر الهندية فرصة أكبر للنجاة عند ولادتها، حيث يتم الاحتفاظ بـ96 فتاة مقابل كل 100 ولد. تقل فرصة نجاة الفتاة الثانية، وتنعدم في الغالب عند الفتاة الثالثة ويعود السبب لعدم تحمل الأسر لأكثر من تكاليف مهر واحد فقط. أثارت القضية حفيظتي وعلمت أنها ستكون رحلتي القادمة لكتابة هذه الرواية. اتّجهت إلى الهند للبحث عن الحقائق حيث عملت جاهدة طوال شهرين للحصول على تصاريح لمقابلة الأشخاص المسؤولين عن رعاية هؤلاء الفتيات سواء من الناحية المادية أو الاجتماعية أو حتى القانونية ليسمحن لي بمشاركة قصصهن ومقابلتهن شخصيًّا، على الرغم أنهن لم يمانعن أن أستخدم أسماءهن الحقيقية إلا أنني قمت بتغييرها واكتفيت فقط بقصصهن، فالقصص تكفل أسماء أصحابها.