طوال حياتي المديدة، قمت بتكريس كل جهودي كي أتعمق، ولو قليلاً، في فهم بُنية الحقيقة الفيزيائية للعالم، لم أقم ببذل أي جهد مُنظم في سبيل تحسين العلاقات الإنسانية ومحاربة الظلم والقمع. الشيء الوحيد الذي فعلته هو أنني كنت أعبر عن رأيي، على فترات متباعدة، بشأن القضايا العامة حينما يبدو لي أن الأمور قد باتت تعيسة إلى حد يُصبح فيه الصمت باعثاً على الشعور بالتواطؤ في الجريمة.
يعرف هذا الكتاب نفسه بهذه السطور:
أنا البين بين، أنا المحتوى من كلا الجانبين، أن ملء هذا وذلك ملني هواؤهما يملأ الرئتين، بروحي لبيد مع ابن تويم وصقر النصافي وابن الحسين.
تحاول الرواية الإجابة عن السؤال التالي : ماذا سيحدث لو قام أكثر من 80% من سكان مدينة ما بالإدلاء بأصوات بيضاء ؟ ، أصوات بيضاء ، وليست اصوات ملغية ، ولا إمتناع عن الإنتخابات ، بل ذهبوا إلي اللجان الإنتخابية ، بأصوات صالحة ، لكنهم لم ينتخبوا أيا من الأحزاب الثلاثة : اليمين ، اليسار ، الوسط . لقد قرر كل ناخب ، من تلقاء نفسه ، منفردا ، بدون أن يتفق مع أحد ، وبدون إنضمامه لمنظمة ثورية ، ولا جماعة إرهابية ، أن يدلي بصوت أبيض . هذه هي نقطة البداية ، بعدها يأتي ساراماغو ليسرد ويصف ، ويبدأ العبث . إن “بصيرة” “ساراماجو” تحول سياسة القمع إلى سخرية لاذعة تفضح الديمقراطية التي تستهدف الفوز بأساليب ملتوية وتكاد تكون رواية “البصيرة” هي وجه العملة الآخر لروايته السابقى “العمى” التي يتخيل فيها أن مدينة مهجورة في بلد مجهول يصعقها وباء غريب هو فقدان بصر الجميع ماعدا إمرأة واحدة ظلت الشاهد الوحيد على هذه الكارثة.
أتعلمون ماهى الأصوات البيضاء ؟ .. هو أن تقوم بوضع ورقة ترشيحك فى صندوق الاقتراع بدون اختيار أى من الجبهات المتنازعة في الانتخابات .. نعم تستطيع فعل ذلك لان القانون يعطى لك هذا الحق ولا يحق لأحد أن يستجوبك أو أن يطلب منك توضيح سبب فعل هذا .. هذا حقك الدستورى ولكن ماذا لو كانت الأغلبية قد فعلت هذا .. هل ستقف السلطة مكتوفة الأيدى تشاهد ذلك الأمر ؟ وهل سيتم الحفاظ على سيادة القانون فى تلك الحالة ؟ !
” أن الإدلاء بصوت أبيض لحق لايمكن التنازل عنه ، لا أحد ينكره عليكم ، لكن كما يحرم على الأطفال أن يلعبوا بالنار ، نحذر أيضا الشعوب بالتلاعب بالديناميت ”
عندما يستطيع ساراماجو أن يقدم رواية تتنبأ بما سوف يحدث في بعض البلدان بعد نشرها بسنوات قليلة .. فانه يملك البصيرة .. أنه عمل أدبى يوضح التناقض بين ما يقال وبين مايفعل .. بين ماهو حق معطى للشعوب وبين ماهو واجب عليهم .. وليس الواجب المقصود هنا هو واجب الافراد تجاه وطنهم وضمائرهم ، بل تجاه من اعطاهم ذلك الحق .. وهى بالطبع رواية سياسية تنقسم الى ثلاث مراحل .. الاولى حين قيام مواطنين عاصمة احدى الدول أو الاغلبية منهم بعدم بعدم ترشيح اى من الاحزاب السياسية المتنازعة والأكتفاء بوضع ورقة الانتخاب بيضاء .. اما الثانية فتتمثل فى رد فعل السلطة اتجاه ارادة ذلك الشعب والخطوات التى سوف تقوم بها من ترغيب ثم ترهيب واعتقد ان تلك المرحلة أو الجزئية هى أعمق أجزاء الرواية وذلك من خلال ما جاء بها من مناقشات بين أفراد تلك السلطة وسعى كل منهم فى رمى ما وصلوا اليه من نتائج سلبية على عاتق الاخرين ثم الفرار بعد ذلك من السفينة وهى على وشك الغرق .. اما ثالث مراحل الرواية هى محاولة خروج تلك السلطة من هذه المشكلة عن طريق إبداء أسباب ساذجة اعتمادا منهم على غباء شعوبهم او هكذا يظنوا وفى تلك المرحلة سنجد رجوع الكاتب لبعض شخصيات واحداث روايته الاخرى والمسماه بالعمى وكيفية الربط بين عمى البصر وعمى البصيرة بعد ذلك ..
تجربة لطيفة في كتب تطوير الذات، الكتاب يغرس فيك شخصية البطل سواءً امتلكتها ام لم تمتلكها، فيبدأ بفصل الحلم ومايتخلله من نداء للمغامرة وتبعية لسعادة الشخص، ثم ينتقل لفصل البطل وقناعاته ورؤيته وعقله وقلبه وسماته الالتزامية، ثم فصل رحلة البحث ومافيه من متاهه وداعمين ومثبطين… وينتهي بفصل النصر والفوز فيه سواءً بمكافاة مادية للانجاز او حياة تستحق العيش.الكتاب جميل تسلسله خصوصاً أنها اعتمد في غالبيته على اقتباسات وقصص لاشخاص عظماء ناجحين .
في هذا الكتاب ستتعلم طرق مبتكرة بتثقيف الطفل حول عواطفه وتسميتها وكيفية تاثيرها عليه, وكيف يمكنه التعامل معها وانه دائما هناك خيارات في تعامله معها.