تُرك هذا الكتاب وهو حزمةٌ من الأوراق المبعثرة على أحد أسرةِ المرضى في إحدى المصحات العقلية. لم يكن يحمل عنواناً، ولكني ما جٓهلتُ عنوانهُ قط! في الحقيقة.. إنني ترددت كثيراً في نشره لولا اعتياد صاحبته على زيارتي في كل ليلةٍ أغفو بها على مكتبي مرهقاً من العمل. فحلمتُ بها تقرؤه، وسمعت صوتها لأول مرة. فلطالما رجوتها أن تتحدث معي، ولكنها ترفض ذلك دون أن تنبس ببنت شفة. في بدايةِ الأمر بدوت منزعجاً من صمتها وامتناعها عن الحديث معي ومع كل شخص. فظننت أن الأمر يتعلق بكوني رجلا؛ فأتيتُ لها برفيقة فامتنعت بذاتِ الطريقة. ما إن أتذكرها حتى يأتي على مخيلتي جلوسها ممددةً رجليها فوق سريرها.. تائهةٌ في قدميها تطيل النظر بها كفاقده بصر، أو ربما كانت تشتهي التهامها وما منعها إلا صعوبة الوصول إليها. أما صوتها؛ فوقع رنينه على قلبي..فكان رقيقا ناعما لا يشبهُ حروفها. كان لطيفاً على مسمعي يشبهُ شيئا من سمفونيةٍ هادئة، وشرَعت تقرأ لي ما ظنت أنني قرأته على عجل، وتسرق أثناء قراءتها نظراتٍ للفراغ تُبددها بابتسامةٍ موجعة.وبين كلمةٍ وأخرى تأخذ نفساً عميقاً، وتزفُره كنسمات الليل الساكن نفَسُها. الكلمات من شفتيها سُكرٌ حلال، وإن خالطهُ حزنها. عيناها ترجفان كقلبها، والخوف قد استحوذ على جسدها. تغرز أظافرها في فخذها حتى ظننت أنها أدمته وربما فعلت.
يسألونك عن القلب .. فأخبرهم بأنها المضغة التي لا تدرك إن أحبت ويسألونك عن العقل .. فأخبرهم بأنه وضع عاليًا كي لا ينحني أبدًا ويسألونك عن الروح .. فقل .. (هي من أمر ربي)
من أجلِ امرأةٍ فقط
واقفة على قلبها كنخلة..
من أجل عينيها اللتين تتسعان كالموت حين تحبّ
وتضيقان كالعيش حين تبكي.
من أجل التعب الذي تسند ظهرها عليه،
لأنها رفضت عكاز الآخرين
من أجل المسامير التي تركض عليها كي تقف حيث تريد
من أجل لهيب الشمس الذي يلسع رأسها
لأنها آمنت أنّه أقلّ قسوة من قاع البئر.
حيدر روايته الجديدة (سر الجوى) ، والتي تحكي قصة حب عميقة بين أمجد وابنة خاله خديجة ، التي تفجع باختفاء والدها خالد العيساوي – الناشط السياسي المعروف – في ظروف غامضة ، وتخيب جميع المحاولات للوصول إليه أو كشف سر هذا الغياب.
عشق الكتابة عن الكتابة».. »
أتخيّلني: عطر يتحدث عن زهرة!
الكتابة: صديقتي، ولعبتي المفضلة، ومغامرتي الحلوة.
أشعر بالملل أحياناً، وأحياناً أبحث عنها في كل الزوايا ولا أجدها، وأحياناً أراها في الأشياء الصغيرة المهملة.. فالتقطها: وأصنع لها أجنحة ملونة، وأطلقها في الفضاء كطائر أسطوري.. يحلم أن يكون نجمة!
كثيراً ما تسبب له الصمت بخسارة أصدقائه، يتحسس من كل شيء كما لو أنه لوح زجاجي رقيق، وبدلاً من التشكي كان يحتفظ بكل المآسي في داخله، لم يكن يعرف البكاء كذلك. كان الصمت بالنسبة إليه صديقه الوحيد الذي لا يمكن تعويضه. لأنه يستطيع في ثانية واحدة أن يعرف كل ما يجول بخاطره من دون أن يضطره للكلام، ورغم امتلاكه حُنجرة ولسان، إلا أنه كان دائماً ما يردد بداخله هذا الشعار: فقدت القدرة على الكلام منذ أن أغوتني الكتابة.
فرمال الساعة قد توقفت وكسرت عقاربها والشعور بي قد مات فلا ولم ولن أشعر بنفسي دونك.
هي حكاية الهروب بين ذكريات تصارع نفسها، نهايتها روح عجوز اختارت النفي، وبدايتها روح فتىً ملقى على شرفات النهر، مكللة بمعركة من الحوارات لحل اللغز الكبير: من هو عرندس؟
مجموعة من المقالات المتنوعة بين اجتماعية وأدبية وثقافية وحياتية تباينت الدول التي كتبت فيها بين الإمارات وتركيا ولبنان وسويسرا، وتعددت سنوات كتابتها التي وصلت إلى ثمانية، وتغيرت أوقاتها وأسبابها وظروفها.
كتبت هذه المقالات في حضرة القهوة والحلويات والخل الوفي.
ألقت وجد بالقارب وتركته يسبح في تيار الحب دون أن تتوقع عودته، فقد أخبرتها روجيندا أن كل شيء يبدو أكثر بهاءً حين لا نتوقع حدوثه، لكنها حين احتضنته آخر مرة شعرت أنها لا تودع إلا نفسها!
وكأن روحها أعلنت التمرد، فهجرت جسدها لتسكن ذلك الصندوق!
بعيدا عن الوطن، تجري أحداث حياة آدم الذي يلتقي بشيخ طاعن في السن يدعى صالح، فيجد فيه خلاصه من الأسئلة التي تكالبت عليه بشأن الجامعة وجمانة وبقية أغطية الحياة!
قد ترمز القصة إلى ما هو أبعد من القشريات، لا يراها إلا من وصل الإبريز!
تدور الأحداث في الوسط الجزائري، في قرية صغيرة، مقسمة بين أهاليها بفعل ضغائن واجترارات صقلتها أحداث كثيرة من الحرب الأهلية إلى غاية التطورات السياسية، والشخصيات البارزة في تلك القرية. ونسق الرواية يتبع أكثر من شخصية أهمها رضوان الخطابي صهر إبراهيم اليوسفي -شبح الرواية والقرية- وجماعات من سكان القرية التي تتخذ محاوراتهم وما يتمخض عنها من آراء شكل الجوقة في المسرح اليوناني من مسرحيات سوفوكليس إلى يوروبيديس.