في هذا الكتاب يحاول د. أحمد فك اللغز. بأسلوبه الساخر. والممتع، ليقدم لنا وصفة سحرية من عصارة تجاربه ومن تجارب كبار الأدار. يتناول في الجزء الأول بعض التقنيات الأدبية المتسعصية ويعطيك معها الحل ببساطة وإمتاح. يتنقل من سدّة الكاتب إلى أسماء الأبطال، يتوقف عند العمل الناجح المدمر لمؤلفه، ويحل إشكالية الغرور وانعدام الثقة. أما الجزء الثاني فيستعرض فيه المعارك الأدبية المختلفة من تحذلق النقاد إلى متلازمة الطب والأدب، ويحل أزمة الاقتباس من الأدب إلى السينما.
نقدم إلى القارئ العزيز رائعتين من روائع الكاتب الكبير ديستويفسكي، وهما من قصص فترة شبابه. إنهما قصتا حب من طراز عجيب نادر، يُذيب القلب رقةً وتأثرًا بمصائر المساكين من ذوي المشاعر المرهفة، وقد أبى الحب إلا أن ينزل عليهما نزول الكوارث المصمية!
ففي الليالي البيضاء قصة شابٍّ منطوٍ على نفسه، التقى الحب بعد يأس من الدنيا، فإذا الدنيا تنقلب نعيمًا، يدوم أربع ليالٍ، ثم إذا النعيم وهمًا، وإذا الحقيقة حلمًا أطاحت به اليقظة.
وفي القلب الواهن شاب فقير مسكين ضعيف به عيب جسماني جعله ييأس من السعادة. وفاجأته السعادة في هجمة تجاوزت آماله فزلزلت هذه الهجمة، أو هذا الطوفان أعصابه وقلبه الرقيق.
لقد نجح ديستويفسكي في مزج جمال الفن بأسمى المشاعر.
هي رواية قصيرة نشرها الكاتب الروسي ديستوفيسكي في أوائل حياته الأدبيّة ، وتعد قطعة من الأدبِ الرفيع لما تحمله من بصمة واضحة لتفكير ديستوفيسكي وغوصه في أعماق النفس البشرية. في الرواية يحكي ديستوفيسكي حكاية قصيرة تمت في أربع ليالي لبطلٍ مجهولِ الاسم في مدينة بطرسبورغ ، وفي الروايِة كمٌ كبيرٌ من فن ديستوفيسكي في تلوين قصص الحبَ العابرة بصيغة نفسيّةٍ معقدةٍ للغاية ، حتي تشعر أنه يحكي عن قصةٍ ملحميّةٍ وليست قصة عاديّة.
تندفع مجموعة فئران .. تركض خلفي مباشرة .. دخلت بين الأشجار للهرب منها .. كانت أكثر اللحظات رعبا في حياتي .. ركضت دون توقف قبل أن أتعثر .. أرفع بصري لأجد منصور أمامي مرتعباً خائفاً يتمتم بكلمات غريبة .. اعتقدت أن الأمر لم يكن سوى حلم .. أو أن حالة الهلع أصابتني بالهلوسة .. لكنه منصور .. نعم عيناه .. واضعا يده على شجرة يحاول من خلالها أن يثبِّت قدميه على الأرض .. ثيابه بالية ينظر يمينا ويسارا .. كأنه هو الآخر هرب من تلك الفئران .. وقفت واقتربت منه.. كان ينظر لي بخوف شديد .. إلا أنه استشعر كذلك أنني حقيقة ولست وهماً .. ليدخل في نوبة بكاء هستيرية .. ويسقط على ركبتيه يتمتم بكلمات غير مفهومة .. كان وجهه مليئا بالجروح والخدوش .. يطلب مني المغفرة .. سأهبه ما يشاء .. شرط أن أعرف ماذا حدث له ولماذا أصبح مثل “الموتى السائرون” !
ان تكلمنا.. يا زين كلامنا وحجينا..
وان قلبنا الماضي.. يا زين ريحة ماضي الاجداد..
بين بحر وبر..بينينا هالامجاد..
يا ترى كلامنا.. شاصله؟ بأي لغة ومن وين يبناه؟
شحال أول اهلنا وشقصصهم؟..
وصدقوني تعبهم وشقاهم ابد ما ينقاس..