هذا هو التسويق

لم يعد مصطلح التسويق اليوم خاصا برواد الأعمال أو أهل التجارة فحسب، بل بات يشمل كل فرد تقريبا على سطح المعمورة يرويج ترويج شيء ما للآخرين، سواء كان هذا الشيء سلعة مادية، أو معنوية، أو خدمة، أو أيدلوجية، أو غيرها، ولذا، بات فهم هذا المصطلح ضرورة لا غنى عنها حتى لغير المختصين بدراسته، فأثره ونتائجه عظيمة ومثبتة علميا في أكثر من مستوى وماكن وزمان.

الكتاب يحمل عنوان (هذا هو التسويق)، وقد كتبه المؤلف الشهير في هذا المجال سيث جودين.

“يعتبر كتاب هذا هو التسويق” لسيث جودين دليلا شاملا لفهم وتطبيق استراتيجيات التسويق الحديثة. حيث كتبه الكاتب والمتحدث الشهير سيث جودين، ليكون من أبرز الكتب في مجال التسويق وبناء العلامة التجارية، حيث يهدف الكتاب إلى تقديم دليل شامل لفهم أساسيات التسويق الحديث وآليات تطبيقها بنجاح.

ويحتوي الكتاب على ثلاثة وعشرين فصلا مختلفا بدأها الكاتب بمخاطبة القارئ بشكل مباشر عن بعض ما يمر عليه خلال يومه، كما تناول شرح مفهوم التسويق وأهميته في عالم الأعمال وكيف يمكن للشركات تحقيق النجاح من خلال فهم احتياجات الزبائن وتلبيتها. ولم يفت المؤلف الحديث عن التغييرات في عالم التسويق، حيث يتناول الكتاب كيفية تغير استراتيجيات التسويق مع تقدم التكنولوجيا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي وأثر ذلك على عمليات التسويق.

ويشير الكتاب إلى أهمية بناء العلامة التجارية القوية وكيف يمكن للشركات تحقيق تميزها في سوق المنافسة الشديدة، عارجا على التسويق الرقمي وأسسه وكيفية استفادة الشركات من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الجمهور، دون أن ينسى دور الابتكار والإبداع في عملية التسويق، مستعينا بالعديد من قصص النجاح والأمثلة العملية عن شركات تمكنت من تطبيق استراتيجيات التسويق بنجاح قل نظيره.

واحتوى الكتاب على جانب مهم يتمثل في التطبيق العملي للأفكار والأسس الواردة فيه، حيث يقدم تمارين وأسئلة لمساعدة القارئ في تطبيق المفاهيم والاستراتيجيات المذكورة.

ويعتبر مؤلف الكتاب سيث جودين، والذي نشر بالمناسبة أكثر من ١٨ كتابا في مجالات الاقتصاد والتسويق وريادة الأعمال، أحد الأسماء اللامعة التي يمكن تعليم الكثير منها في هذا المجال، حيث ألهم ملايين رجال الأعمال، المسوقين، القادة، والمعجبين من كل مجالات الحياة، عن طريق مدونته، ودروسه على الإنترنت، ومحاضراته، وكتبه الرائجة جداً، وابتكر عددا لا نهائيا من الأفكار التي شقت طريقها وحجزت مكانها في أبجدية العمل التقليدية. بداية من كتابه تسويق الرخصة، إلى بقرة أرجوانية، إلى قبائل وصولاً إلى الغطسة، وغيرها من الأفكار والكتب المميزة.

أما في هذا الكتاب، هـذا هـو التسـويق، فيعرض سيث جودين جوهر حكمته التسويقية في طرد مدمج واحد أبدي وسهل الامتلاك. فيعلمك من خلال هذا الكتاب طريقة القيام بعمل تفخر به، سواء كنت مؤسس شركة ناشئة تقنية جديدة، أو مالكاً لعمل صغير، أو كنت جزءاً من شركة كبيرة تحتاج منك أفكارا إبداعية فريدة.

عودة إلي سيث جودين وكتابه المميز هذا هو التسـويق، لنستعرض بعض العبارات والمعاني الواردة فيه ونتدارسها معا، حيث يقول أن “التسويق ليس عملية بيع المزيد، بل هو جعل الآخرين يهتمون بك أكثر.”

وما يقصده في هذه العبارة التي تشير إلى الفكرة الأساسية في التسـويق الحديث، أن التسويق ليس مجرد محاولة لبيع منتجات أو خدمات، بل هو بناء علاقات مع الزبائن وإثارة اهتمامهم وثقتهم. فالتسويق الناجح يتطلب فهماً عميقاً لاحتياجات الزبائن وتوجيه الجهود نحو تلبية تلك الاحتياجات.، كما أنه يضيف في مكان آخر من الكتاب مقولة “لا تبع المنتج، بل بع الحكاية.”

حيث يشدد على أهمية سرد القصص وإنشاء روايات جذابة حول المنتج أو العلامة التجارية، لأن الزبائن يتفاعلون أكثر مع الحكايات والقصص التي تروج لمنتج أو خدمة بدلاً من المعلومات الجافة.

ويتطرق إلى خطأ شائع يقع فيه الكثير من أصحاب الأعمال التجارية، حيث يرغبون ببيع منتجهم إلى الجميع، معتقدين أنهم سيحققون بذلك أرباحا طائلة، فيقول في نصيحته “لا تحاول أن تكون كل شيء للجميع، اختر جمهورك وكن كل شيء بالنسبة إليهم.”، والتي يشجع فيها اصاحب الأعمال على تحديد الجمهور المستهدف بعناية وتوجيه استراتيجيات التسويق نحوهم، فالتخصيص والتوجيه الدقيق يمكن أن يكونا أكثر فعالية من محاولة الاستهداف الشامل للجميع.

وفي حديثه عن الابتكار يقول حودين: “الابتكار ليس مجرد إعادة تصميم المنتج، بل هو إعادة تصميم التجربة.” وهنا تبرز أهمية الابتكار وتطوير تجارب الزبائن. فهي تشجع على التفكير خارج الصندوق وتحسين العمليات والخدمات بحيث تلبي توقعات واحتياجات الزبائن بشكل أفضل. كما يضيف “إذا لم تكن تريد أن تدفع ثمن المنتج، فأنت المنتج.”

وتعكس هذه العبارة أهمية بناء العلامة الشخصية وتقديم قيمة فريدة للزبائن. إذا لم يكن لديك تميز أو مزايا فريدة تقدمها كشركة أو فرد، فلن يكون لديك ما يبرر الاهتمام أو الشراء.

وكما نلاحظ، فإن هذه العبارات تجمع بين الحكمة والخبرة في مجال التسويق وتظهر بعض أهم المفاهيم التي يجب أن يفهمها المسوقون لتحقيق النجاح في عالم التسـويق الحديث.

ويرى الكاتب أن المسوقين العظماء لا يستخدمون المستهلكين لحل مشاكل شركاتهم، لكنهم يستخدمون التسـويق لحل مشاكل الآخرين، فتعتمد تكتيكاتهم على التعاطف، والتواصل، والجهد العاطفي بدلاً عن الإعلانات التي ترتجي الانتباه، وسيول رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية.