كيف يموت الفقير

$11.410

كيف يموت الفقير

كتب جورج أورويل أول مقالة له وهو يعمل في باريس بعنوان الرقابة في انجلترا وتوالت مقالاته ، وبشكل عام كان الفقر هو موضوعه الذي يتحدثعنه كثيرا ، وعندما أصابه المرض في عام 1929 دخل إلى مستشفى كوشين ، وهو مستشفى مجاني يتدرب فيه طلبة الطب .

وقد ذكر هذهالتجربة في مقالته ” كيف يموت الفقير “ المدرجة هنا في هذا الكتاب ، ويكشف فيها مقدار الإهمال واللا إنسانية التي يتعرض لها الفقراءالذين يعالجون بالمجان في المستشفيات الحكومية آنذاك .

يضم هذا الكتاب مجموعة شيقة متنوعة من مقالات هذا الكاتب العبقري تترجملأول مرة ، نتمنى للقاری جلسة ممتعة معها .

1 متوفر في المخزون

الوصف

الوصف

كيف يموت الفقير

ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيره    تعدّدت الأسباب والموت واحد

هذا ما يراه الشاعر أبو نصر ابن نباتة السعدي، ولكن..هل هناك اختلاف في الطريق المؤدي إلى الموت؟ وما علاقة المال والجاه بالموت والحياة؟ وهل يستطيع الثراء -مثلا- شراء الحياة؟

في المقابل، يطرح الكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل تساؤلا فلسفيا آخر يتساءل فيه ( كيف يموت الفقير ؟)، وهو سؤال ذو مغزى وتلميحات كثيرة، وذلك من خلال إحدى مقالاته التي بدأ نشرها عام ١٩٢٨م، واجتمعت كثير منها في الكتاب الذي نطرحه اليوم، والذي حمل ذات عنوان هذه المقالة: كيف يموت الفقير؟

يضم كيف يموت الفقير مجموعة شيقة من المقالات التي تترجم لأول مرة لـ جورج أورويل، منها ما يعد تجارب ذاتية أليمة بالنسبة للكاتب، ومما يعتبر قراءاته وتحليلاته لما يجري حوله من مشكلات عمال المناجم والمستشفيات العامة والأنظمة الشمولية وغيرهم.

وتتنوع المقالات التي يحتويها الكتاب في مضمونها وأفكارها وتفسيراتها، فبعضها يغوص في موضوعات حيوية مثل القومية وعلاقة الفن بالدعاية والرقابة على الكتب والأدب، وأخرى تناقش شخصيات مهمة وشهيرة مثل توسلستوي، شكسبير، وسلفرادو دالي، كما يضم الكتاب بين دفتيه تحقيقات فريدة توصل أورويل في نتائجها إلى ما يحدث مع عمال المناجم في شمال إنجلترا، حيث كلفه ذلك زيارتهم ميدانيا والاطلاع عن كثب على واقع الأحداث هناك.

ويحتوي الكتاب الذي يقع في ٢١٦ صفحة على تسع مقالات متفرقة، إضافة إلى مقدمته، نكتشف من خلالها كيف كان الكاتب غير متقيد أبدا بما هو مألوف في عصره، فلم يكن يميل للهوس بالمشاهير من الأدباء الذي كانوا يحظون بتمجيد النقاد دون تمحيص أعمالهم، كما كانت له القدرة على الاستقلالية السياسية وإبعاد أي ولاء سياسي أو قومي عند فحص أفكار وأعمال مشاهير الأدباء، وكان يبدي رأيه حتى في النزاعات الفكرية التي تقع بينهم، فيقول في مقالته (تولستوي وشكسبير) مثلا: (شن تولستوي هجوما رهيبا على شكسبير في نهاية حياته، ليس فقط ليبين أن تولستوي لم يكن بالرجل العظيم كما يدعي، بل لأنه كان كاتبا بلا أي ميزة إطلاقا، وأنه واحد من أسوأ وأتفه الكتّاب الذين رآهم على الإطلاق! وقد تسببت هذه المقالة في إثارة غضب فظيع حينها، ولكنني أشك ما إن كان أحدهم ق رد عليها على نحو مرض، علاوة على ذلك، فإن المقالة كانت بالأساس مفحمة، هناك جزء مما قاله تولستوي صحيح بشكل تام، وأجزاء أخرى هي آراء شخصية على الأرجح، لا تستحق المجادلة بخصوصها).

أما في مقالته الطويلة عن تشارلز ديكينز، فنجد أن مواقف الكاتب تجاهه تدفعنا إلى الحيرة، حيث يمتدحه في بعضها، وينتقده في أماكن أخرى، بل إنه يعتبره كاتبا سطحيا جدا لا يقدم أي حلول جذرية من خلال أعماله، فيقول مثلا (إن الحقيقة هي أن نقد ديكنز للمجتمع غالبا ما يكون أخلاقيا على وجه الحصر، ولها السبب هناك نقص تام لأي اقتراح بناء في أي مكان من عمله، لقد هاجم القانون والحكومة البرلمانية والنظام التعليمي وهلم جرا، دون أي اقتراح واضح بالبديل).

اشتهر جورج أورويل في وطننا العربي بروايتيه الشهيرتين مزرعة الحيوان، التي كتبها عام ١٩٤٥م، و  1984 التي كتبها عام ١٩٤٩م، أما الذي لا يعرفه الكثير أن أورويل أمضى معظم حياته في كتابة المقالات والأعمدة في الصحف والمجلات وتميز في مقالاته بالوضوح التام وعدم الانجراف للتيار العام في ما يخص آراءه النقدية الأدبية والسياسية.

كتب أورويل أول مقالة له وهو يعمل في باريس في مجلة ( موند) عام 1928 بعنوان الرقابة في انجلترا، وتوالت مقالاته، وبشكل عام كان الفقر هو موضوعه الذي تحدث عنه كثيرا وعندما أصابه المرض في عام 1929 دخل إلى مستشفى كوشين، وهو مستشفى مجاني يتدرب في طلبة الطب وقد ذكر هذه التجربة في مقالته كيف يموت الفقير، والتي يكشف فيها مقدار الإهمال واللاإنسانية التي يتعرض لها الفقراء الذين يعالجون بالمجان في المستشفيات الحكومية آنذاك.

وولد جورج أورويل عام ١٩٠٣م، وتوفي مبكرا بمرض السل في عام ١٩٥٠م، وعُرف بمعارضته للحكم الشمولي وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية، وكان له تأثير عظيم على الثقافة السياسية السائدة في زمانه. ولعل الاقتباس التالي يبين لنا ماهية فكره في قضية الأجندة الموجهة والدعاية، حيث يقول ” إن الدعاية تندس بشكل أو بآخر في كل كتاب – فكل عمل فني له معنى وغرض، سواء كان سياسيا او اجتماعيا او دينيا، وأن أحكامنا الجمالية دائما مختلطة بانحيازاتنا ومعتقداتنا.)

إذن، يضم هذا الكتاب مجموعة شيقة متنوعة من مقالات هذا الكاتب العبقري تترجم لأول مرة، ما يجعله إضافة قيمة للمكتبة العربية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه -بغير براءة-: لماذا لازالت هذه المقالات مهمة في العديد من دول العالم حتى اليوم؟ وهل ينطبق ما كان يحدث في زمن جورج أورويل من سلبيات على بعض الدول في العالم اليوم، ما يجعل شعوبها تتلهف لقراءة مثل هذه الكتب والمقالات؟

 

مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “كيف يموت الفقير”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *