ترجمة شعور

$17.930

2 متوفر في المخزون

التصنيف: الوسوم: ,
الوصف

الوصف

«لماذا تُكلِّف نَفسَكَ في كل يوم عناءَ المجيء إلى المستشفى لتناول وجبة الإفطار مع زوجتك التي أنساها الزهايمر مَن أنتَ تكون؟»..
أطلقتْ رُوح الرجُل المسكينة سراحَ ابتسامةٍ دفينة، قبل أن يَرُدَّ فَمُه بفنية عالية:
– «إن كانت هذه المسكينة لا تَذكرني، فأنا مازلْتُ أذكرها»..
ومناسبة القصة؟!
إنها قطعة فنية، تُحفة هي تَختزل ذاكرة خفية، وتَقطع بنا مسافة عُمر.. وكُلّ ما يمكن أن يَكون قد طرأ مِن تغيير هو فقط زمنٌ ومكانٌ سَقَطَا سَهواً..
فلمن تكون التحفة الفنية؟!
دَعْنِي يا صديقي أُعَرِّفك على الرسام والمصور الإيطالي يوجينيو زامبيجي Eugenio Zampighi، ولا غير يوجينيو زامبيجي في وسعه أن يَقصّ قطعة كهذه بإحساس، كما لا غير مقصّ الجودة الفنية العملاق في وسعه أن يبرز هذا الجانب مِن الجمال الإنساني الخَلاّق.
بمهارة لا تنقصها الخبرة يربط يوجينيو زامبيجي خيوطَ التقاسم ليحلّ عقدةَ لسان التراحم الغائب عن زمننا، من خلال نموذج زوجين عجوزين، سبقتهما زحفاً إلى ملعب الحياة تلك الشيخوخة الحالفة أن تُخْرِسَ فمَ الرغبة في الحياة..
إنه الثنائي الْمَرِح الذي أَقسم يوجينيو زامبيجي أن يَضفرَ ما تبقى من خصلات رغبته في الإقبال على الحياة، ومن ثمة وجدنا الزوج والزوجة يتقاسمان بلذةٍ خبزَ الحياة، فأغراهما بالْمِثْلِ شوكُ الحياة الذبَّاح بقدر استسلامهما للوقوع في حُبّ وردها الفوَّاح..

العجوز الذَّكَر نراه بِفَتيل ابتسامته المضيئة يَعبث بِيَد الزمن الأمَّارة بالبطش.. والعجوز الأنثى تُقاسمه حرارةَ دفء الأوقات بابتسامة تستحضر أزهى ما فات في شبابهما على مرّ الحياة..
ابتسامة الإنسان حتى في غياب الأسنان تجعلك تَعبر محيطات الإحباط والغربة الداخلية والتعب النفسي، والنموذج ما يؤكده في حالتهما العجوزان.
الإنسان فنان بإحساسه، وقمة الفن ابتسامةٌ لا تَكذب، ابتسامة ترسم حدود الصدق، فإذا ببلابل المحبة تشدو وإذا بعنادل المودة تَفكّ شفرة الخواء الذي جعل من المستحيل أن تَمدّ حبل البقاء..
هكذا ابتسامة البطلين العجوزين تُزهِر بين كثبان رمال التجاعيد الضاربة بعنفوان الشباب ضربةَ تسونامي، هكذا يضيء قمر الألفة بعد أن تَسقط شمس الصِّبا، وهكذا يتعالى صوت الرحمة كالسنابل الممتلئة تلك الواعدة بحصاد ينحني له أفُق نظر البسطاء الفلاحين..
عن هؤلاء المتعَبين، يَحكي لك بلسان الصورة صاحبنا يوجينيو زامبيجي، يحكي لك عن عباءة الحياة عند الكادحين، إنها عباءة الحياة الصعبة، إنها العباءة التي يثقبها الوقت وترقعها زفرات الصبر في أفواه عطشى لا تَنبس بكلمة، لكن العيون الجافة تَبوح وتَبوح..
الترقب والحنين يَمتثلان بإذعان لِبَطَلَيْ يوجينيو زامبيجي مع أنهما عجوزان، والابتسامة عين ثالثة بها هما يُبصران، يبصران ما لا تراه عين وما لا تحدس به بصيرة..
للمزيد

معلومات إضافية

معلومات إضافية

الوزن 0.26 كيلوجرام
مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “ترجمة شعور”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *