Show sidebar

إستراحة الخميس

لقصيبي واستراحته الخميسية محطات ترتاح النفس فيها مستأنسة بنفحات قصيبية تجعل من الداء دواء، ومن اللسع شفاء، ومن النقد عزاء. نفحات القصيبي تلك حملتها سطور مثقلة بروح النكتة الذكية الحاضرة دائماً وأبداً في نقدياته الأدبية والسياسية والاجتماعية، والتي تنسلّ بخفة لتأخذ مكانها في العقل والقلب قبله

يفاجئك القصيبي بمشاهده وحواراته ومنولوجاته الداخلية والتي تفصح كلها عند أحد المنعطفات عن شيء في نفس القارئ والمشاهد والسامع، أرادوا إيصالها لكن أعجزهم عن ذلك ما منّ الله به على القصيبي من خفّة الظل وروعة بيان وفصاحة لسان وحسن إخراج الختام، وبعد فاستراحته في ذاك الخميس أضافت إبداعاً إلى إبداعاته التي لا تنتهي..

إستجوابات غازي القصيبي

ستة استجوابات صحفية توافر على جمعها وتقديمها معد لم يشأ الإشارة إلى اسمه ، ولا غرابة فمحبو أبي سهيل – رحمه الله – كُثُر، وتضمن الكتاب الذي ضم اللقاءات إهداءً إلى الذين سألوا، ومقابلات لمجلة العربي الكويتية وصحيفة الشرق الأوسط ومجلة الشرق الأوسط والمجلة العربية ومجلة اليمامة وجريدة المسلمون حول الشعر والفكر والمجتمع والإبداع والالتزام والحرب السياسية والأعماق ومداعبات ومشاغبات، وهي حوارات أجريت مع الدكتور غازي القصيبي خلال عامي 1990 و1991م، وتناولت بعض القضايا الذاتية الإبداعية والهموم القومية. صدرت الاستجوابات في كتاب من القطع المتوسط ومئة وسبعين صفحة عن العبيكان للنشر.

باي باي لندن: ومقالات أخرى

ماذا تستطيع أن تقول عن مدينة قضيت فيها جزءاً من حياتك، يكاد يعادل خمسها، وشهدت مولد ابنتك، ومولد ثلاثة من أحفادك، وعرفت فيها شواهق السعادة، كما انحدرت فيها إلى وهاد الألم؟ ماذا تستطيع أن تقول عن مدينة عشت فيها طالباً يزاحم الناس في الحافلة لأنه لا يملك أجرة التاكسي، وعشت فيها سفيراً ينتقل في أفخم السيارات المصفحة؟

ماذا تقول عن مدينة شهدت مخاض روايتك الأولى، وميلاد عدد من دواوينك وكتبك؟ ماذا تقول عن مدينة تترك فيها حين تغادرها عدداً من أصدق أصدقائك، بالإضافة إلى عدد لا يستهان به من “الآخرين”؟ لا يمكن للوداع أن يكون سهلاًن ولا يمكن لكلمات الوداع أن تكون خالية من العواطف المتناقضة، ولا يمكن لإحساسك أن يكون بريئاً من مزيج غير متناسق من اللهفة إلى البقاء، ومن الشوق إلى الرحيل.

عن قبيلتي أحدثكم

يوضح لنا الكتاب بأسلوب مشوق كيف أدرك العرب منذ بدأت علاقتهم بالشعر أن هناك شيئاً غير الوزن والقافية يفرق بين الشعر الجدير بالبقاء والنظم الذي يموت بمجرد ولادته. فمن الشعر ما يختار ويحفظ لجودة لفظه وعمق معناه. وقد يختار ويحفظ لأسباب مثل الإصابة في التشبيه وخفة الروي.

ويسمي المؤلف الفترة الفترة من سقوط بغداد إلى بداية القرن العشرين في الأدبيات الفكرية والسياسية عصور الانحطاط، وأنه مع بداية القرن العشرين ظهرت حركة النهضة الشعرية بنزعة قوية تقفز فوق حقب الألغاز والأحاجي والزخارف اللفظية الضعيفة، وتعود إلى عصور الشعر المشرقة رافعة راية الجزالة من جديد.

حديقة الغروب

أيا رفيقة دربي لو لدي سوى
عمري. لقلت فدى عينيك أعماري
أحببتني وشبابي في فتوته
وما تغيرت والأوجاع سماري
منحتني من كنوز الحب أنفسها
وكنت لولا نداك الجائع العاري
ماذا أقول؟ وددت البحر قافيتي
والغيم محبرتي والأفق أشعاري
إن ساءلوك فقولي: “كان يعشقني
بكل ما فيه من عنف.. وإصرارِ
وكان يأوى إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعه داري
” وإن مضيت.. فقولي: “لم يكن بطلاً
لكنه لم يقبل جبهة العار”

العودة سائحا إلى كاليفورنيا

متأبطاً جوازات السفر ووثائق “العفش”؛ يعود هذه المرة إلى كاليفورنيا، ومع حملة قوامها الزوجة والإبنة والأولاد الثلاثة و-صدق أو لا تصدق-الحماة… ويعود بأسلوبه المعهود إلى سطوره التي تسجل من خلال العبارة اللّماحة حيناً، والغمزة واللمزة والهمزة أحياناً، ومن خلال منولوج داخلي مُتنَاثِرات نُظُم حياتية كاليفورنية وبالأحرى أميركية… تبدّى للقارئ على وقع نفحات لحنه القصصي الساخر حيناً من تلك الحضارة، والمقدر لها أحياناً أخرى لينقل ومن خلال التفاتة ذهنية إلى مرابع الوطن، إلى نقد ذاتي لما يفتقده هذا الوطن من مظاهر حضارية بنّاءة، على الرغم من الإمكانيات المتاحة. تتنقل مع القصيبي من خلال كلماته لتعلن معه الحقيقة فيما يقول… أو لتغالطه… أو لدور معه في أفق كاليفورنيا لتصبح واحداً من أفراد عائلته لتقف معهم أمام موظف الجوازات… ترقب بعيني القصيبي وتسمع بأذنيه أقاصيص إدوار الأول (سائق التاكسي) وتحاول الإفلات معه من قبضة الإعلانات وتدور كطفل معه في أحضان المملكة الساحرة (ديزني لاند)… وكأنك في نفس الوقت جليساً تسمع أحاديثه الممهورة بحس قصيبي ساخر آخر

قصائد أعجبتني

الناشر:إن نظرة الشاعر للحياة وما فيها تختلف كلياً عن نظرة أي إنسان عادي آخر، فحفيف الأشجار وصفير الرياح وخرير الماء وحتى صرير الأبواب عنده لحن ونغم يعود به إلى أعماق نفسه ودواخل روحه وقلبه، فكيف إذا سمع قصائد المتنبي أو أطلال ناجي أو دمية العريض أو مرثية مالك بن الريب أو أحلام عبد الصبور. لا شك أنه يسمعها بأذن هي غير آذان بقية البشر، ويقرأها بعين هي ليست كعيونهم، ويحس بها بإحساس لا يماثله إلا إحساس شاعر.

حكاية حب

يا امرأة! عندما احبك احب كل زهرة في كل حقل. أعانق كل شجرة في كل غابة. اضم كل موجة في كل بحر… عندما أحبك أحب كل امرأة. هل تغارين؟ كل امرأة! أنت ذلك الثغر النسائي الواحد الذي تمنى الشاعر بيرون ان يقبله ويستريح. في عينيك سحر كل العيون منذ بداية التاريخ.

رجل جاء .. وذهب

يمتطي غازي القصيبي صهوة الخيال ويرحل بعيداً خلف الكلمات والمعاني والخيالات، معرياً الواقع إلى حد ما ومتحداً بالنفس الإنسانية ومتعمقاً فيها. وكما أخذه يعقوب العريان إلى تفاصيل قصة حبه، أخذته “روضة” حبيبة مستر عريان إلى عالمها، مجتازاً أخاديدها الأنثوية، ومتسلقاً أفكارها الأسطورة، وسارحاً في ساحات أحلامها المخيفة. مبدعاً من وحيها الجزء اللامرئي في روايته “حكاية حب”. متخذاً من تداعيات منولوجها الداخلي، الذي شكل مساحة السرديات في هذه الرواية، ساحة لناقدة أنثى لا تقف في نقدها عند الحدود الأنثوية الصرفة ولكنها تتجاوز ذلك إلى نقد الحياة الاجتماعية والسياسية بصورة عامة.

الزهايمر

وفي رسالة إلى زوجته من المستشفى الذي يعالج فيه من ألزهايمر يقول يعقوب العريان: أن هذا مرض أرستقراطي جداً، وأن عدداً من “صفوة الصفوة” في الغرب قد أصيبوا به. وسأكتفي بذكر بعضهم: باري جولدواتر السياسي الأمريكي المعروف، وريتا هيوارث النجمة العالمية، وشارلتون هيستون ممثل الملاحم السينمائية الكبرى، وجوليانا ملكة هولندا، وأشهرهم جميعاً الرئيس رونالد ريجان. وهذا الأخير هو الذي قال: “هذا مرض جميل! تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوهاً جديدة كل يوم”.

هما

يختار القصيبي هاتين الشخصيتين من أهل التمثيل، فالرجل مؤلف وممثل والمرأة ممثلة مشهورة، وهذا يتيح استعراضاً لأحوال هذا الميدان، ومن ثم الاستمداد من المسرحيات العالمية أو العربية بجعل الحوار الطويل بين طرفي هذه المسرحية متلبساً شخصيات النماذج الإنسانية في صراعها ومآسيها.

أراد القصيبي أن يدير حرباً ضاربة بين المرأة والرجل في جدل طويل، كلٌ يعرض حججه ويستنجد بنماذج التاريخ القريب والبعيد، بل والحاضر، وهنا تتلوّن المواقف بحسب تفسير كل منهما، وخاصة أنهما يستعينان بتأويلات معاصرة لمفكرين أو كتاب وكاتبات يناصرون المرأة وقضاياها، أو يتحمسون للدفاع عن الرجل…

… وتحشد المعلومات والمعارف على نحو يحولها وثائقية…