الخطان المتقاطعان يستقران في منتصف جبهته، ضغطة زناد واحدة ويختفي هذا الوغد من الحياة، وتنتهي مشكلة بهاء البغيضة. إنه يبتسم لي. هل يراني حقا؟! إنه يدير لي شاشه حاسوبه المحمول ويضعها في مجال الرؤية. أزيد من حدة الرؤية في المنظار. هناك سيدة مقيدة من قدميها إلى السقف في مكان جيد الإضاءة ومن جرح قطعي في رسغها تسيل الدماء.
نسرين رؤوف التي كانت أقصى أحلامها, أن تقابل فارس الأحلام الوسيم , وتنجب له نصف دستة من الأطفال, تجلس الآن في غرفة غريبة عنها في مكان مجهول, حولها حراسة من نسل بشري معمر, يخوضون في الوقت الراهن حرباَ كونية ضروسا, مع بشر متحولين يسكنون كوكب أخر, تقودهم ملكة شريرة تمتهن السحر الأسود وفنونه, وهي وأعوانها يعبرون إلى الأرض عن طريق ثغرات سرية بين الكوكبين تمثل نقاط تماس كونية تم صنعها, بعلوم سحرية فائقة منذ ألاف السنين”
أي عقل مخبول ممكن أن يؤلف شيئاَ مماثلاَ؟!
وأي عقل مخبول أخر يمكن أن يتقبله؟!
كانت نظرات المرأة تخدرها وتسيطر على إرادتها، بالضبط تشبه نظرات القط حينما يخدر الفأر، فلا يستطيع أن يرى طريق الهروب وهو أمامه! وفجأة بدأ الهول دون مقدمات، فقد اتسعت شفتا المرأة لتكشف عن أنياب حادة، وظهرت بين أصابعها مخالب مخيفة، وانقضت المرأة! وأظلمت الدنيا في عيني صوفيا ، وأخذت روحها تنسحب من جسدها في هدوء، لا يقطعه إلا صوت التمزيق والمضغ ، وكان أخر ما دار في عقل صوفيا هو سؤال واحد فقط : لماذا يا يوسف لماذا؟!