نادراً أن يقف أحدنا مطولاً أمام هذه العربة اللغوية العملاقة من المترادفات وقليل جداً أن يضع واحد منا إحدى يديه في الجيب والأخرى يحك بها رأسه حيرة وهو ينظر في جدوى انتقاءه لمفردة ما، ومع أن مافي العربة غالباً ما يرى بأنه متشابه وله نفس الرمزية إلا أن هوساً بالفرادة والإختلاف لدى البعض يطرأ بشكل لاإرادي،ولايمكن أبداً تفاديه،وأحياناً يكون هذا الهوس خاطئاً فينجرف بشيء طفيف من المعنى فيفقد أغلب سحره وآثاره، بالنسبة لي لازلت أعتقد أني لو استخدمت كلمة الخيول مثلاً فإنها ستكون أخف هرباً وجلبة فيما لو أني قلت جياداً أو أحصنة،السكين، لازلت أجدها كلمة تافهة ومفرطة النعومة أمام دموية الشفرة.
لم أختر الحياة، وليس هذا كافيًا ليُختار لي الموت. كلنا في الأرض سواسية، ماذا يعني أن تفرّقنا المناصب والألوان والكراسي! ماذا يعني أن أكون أسود وتكون أبيض؟ أن تشتري قصرًا بينما أشتري قبرًا! أن تفكّر في المستقبل مع عائلتك بينما أطارد الماضي لوحدي! أن تبحث عن تعريف لمعنى المجاعة بينما أنا هارب عنها! ماذا يعني أن تكتفي جاحدًا بينما أحتاج شاكرًا! أن تضحك وتطيل صوتك بينما أبكي وتُكمم جراحي! أن تتمدد على الحرير بينما أظل واقفًا مُدمى القدمين! أن تتنهد من حريّة الشبع بينما أئنُّ من سجن الجوع! ماذا يعني أن نتقسّم، ونزرع الكراهية، نمزّق الوطن، نفرّق الشمال، ونُقصي الجنوب! أن تكون شرقيًا في قناعاتك بينما أكون غربيًا في مبادئي! أن تثق بكمالك ونقص الكثير بينما أرى تمامك نقصًا كبيرًا! ماذا يعني أن يكون قتالنا بالكلام في المجالس والشوارع أشد من قتالنا بالسلاح وأقسى! ماذا يعني أن تملك كل هذا الحق من جسد الحياة، بينما ترفض أن أنال شيئًا منها سوى نتانة رائحة الموت! ماذا يعني كل ذلك إلا أنك لم تُخلق عنصريًا، لكنك كبرت واخترت أن تكون كذلك.
أفسدتم علينا نقاء الحب حينما حصرتموه في رجل اتخذ من قلوب الفتيات خندقناَ يخبىء فيه دنو أخلاقه وسقم رجولته أفسدتم علينا طهر الحب حينما ركلتم فتاة لم تملك زمام قلبها يوماَ وأفلت منها رغماَ عنها, فحقرتموها وقذفتموها وعوقبت عقوبة زانية.
كلما أشتدت “العتمة”..
استطعنا تمييز” الضوء”..
وكذلك “القوة”,
غالباَ ما تظهر..
حين يشتد بك ” الضعف”
في نهاية اليوم، عندما أنسلخ من فراغي المقيت، محاولًا العودة إلى شكلي القديم قبل أن تحرقني خيالاتك: أرجو أن تكون هناك تنهيدة من أجلي، ركن صغير من هذا الجزء من العالم حيث أشعر فيه بالمواساة.
كل الأشياء واضحة جدًّا، مجردة عن كل ما يلوث حقيقتها، كل النوايا عارية جدًّا، لا شيء يسترها، لا شيء قابل للتكذيب، لا أريد ظلامًا، كل ما أبحث عنه هو ظل! وكل ما حولي أصلٌ لا ظل له! فقدت الكثير من الأشياء جمالها وأصبحت قبحًا محضًا! واكتسى الكثير من الأشياء سحر غريب يمحو قبحها! حتى الحزن اكتسى بلمحة فتنة، وأصبح أكثر ندرة، أما الفرح فازداد سحرًا، وأصبح محصورًا أكثر.
ها قد عدت للطرقات القديمة كما حدثني قلبي يوماَ عدت كأميرة مهزومة أجر في أقدامي الكثير من خيبات الوقت ومن خيبات زمن لا يشبهني وخيبات أحلام ذبلت بعد اخضرار!ها قد عدت كما تشهي قلبي دوماَ, تلك الصفحات الباردة كالمدن الكبرى! كالغرف مكشوفة السقف كالطرقات المرعبة مساء كالحكايات المخفية قبل النوم!
عندما لم يمنح الله
غيرك. نعمة القدر على
ترويض أحزاني
وجب عليك
شكر النعمة فعلاَ لا قولاَ!
خيوط شفيفة من الضوء تطرق النافذة بهدوء،
امتدت يد حانية، أزاحت الستارة وفتحت النافذة،
سارعت خيوط الشمس بالتسلل، ثم انتشرت في أنحاء الغرفة.
يحتوي هذا الكتاب على إثنى عشر فصلاَ يتكلمون عن إثنى عشر تحدياَ معاصرا جميعنا نمر بهم, وبالأضافة لشرح هذه التحديات وأصولها وأسبابها, فأنا أيضا أشرح طرق حلها بشكل سريع وعلمي.كل ما عليك هو ان تطبق ما في هذا الكتاب تحت الفصل المختص لتفهم ولتتيقن انه بامكانك التخلص من جميع القيود بسهولة تامة وبخصوصية تامة
لا تفتح صندوق امنياتك قبل النوم ، ففي كل أمنية وحشة ، و لا تفتش الأسماء في هاتفك فيثور الشوق ، و لا تكتب رسائلك لغير الله ، و لأنك غائب عن شخص ما لا تعرفونه تماماً ، و لأنه يفتقدك الآن ، و يبكي شوقاً لكلماتك ، ارسل له دعواتك قبل أن ينام متعباً من البكاء.
لا تعترف قبل النوم و لا تبكي و لا تقرأ الرسائل و لا تنبش الذاكرة لأن سيزورك الأموات و الأصدقاء و الغائبون ، و ستعيد نفس الخيبات القديمة ، و لا ترتب أمنياتك لأنها حتماً ستتبعثر و إنما ارفعها لله
أن قيمة تلك الدراسة ترتبط بما أثير عن كنفاني قديمًا، فهي تجربة رسم مشهد متكامل وتقديم فهم أعمق لأدب غسان، فكل من رأى في أدب غسان أدبًا ذكورياً، ما كان يهدف للإساءة له، وما كان ينطلق من تصور مسبق، بل نقل فهمه للنص الكنفاني وإحساسه به، ولطالما كانت الألفاظ حمالات أوجه.