تدور في أماكن غريبة، ففي (جياع كسقط المتاع) قرية وشاحنات تنقل العمال للحقول المجاورة في موعد حصاد القطن، وفي (خطأ معماري) الرجل الفاسد يشتري قصرا لا توجد فيه فتحات تصريف المجاري، وفي (عود أراك) متهم بلا تهمة يتعرض للتعذيب من قبل رجل الأمن و شيخ دين، وفي (صراع الفضيلة) معلمة بنات في قرية متخلفة تهرب للجبل، أما في ( نزوة ساق مقطوعة) فشاب يخسر قدمه بسبب نزوة لم تبدأ مع زوجة الجار اللعوبة، وفي ( أوراق متهالكة) رجل يقرأ مذكراته في القصر أثناء الاحتفال، وفي (منطقة منزوعة الهدوء) رجل تزعجه ذكريات طفولته مع والده القاسي ذو الملامح الصخرية، وفي( تمتمات ذاكرة) مريض فاقد للذاكرة في مستشفى الأمل عاجز عن معرفة هويته، و في (بطعم النكبة) رجل يقدم زوجته لصاحب القصر،وحدها قصة (منطقة في جوار الفردوس) مكانها واضح عن مأساة أطفال البدون في الصليبية ممن لا يمكنهم دخول المدارس.
أعيدوا النظر في تلك المقبرة .. أعيدوا النظر في رائحة البن، جري الريح، البيوت الشعبية التي استطونت الفراغ، أعيدوا النظر في تلك العيون التي ترى أحلامها تغادر في شهوة الليل، في المجالس التي تشبه المنافي التي تغادرها الظلال التي أتعبها المسير.
ذلك الفتى اليافع الذي تضعه أحداث القصة وجها لوجه مع أشياء مريبة لم يتصور يوماأنه سيكون في مواجهتها خاصة بعد الحالة الغريبة التي أصابت شقيقه والتي راح يبحث عن الأسباب التي أدت إلى ذلك وبالتحديد في أحد البيوت القريبة من بيته المنزل الذي يسكنه عجوز غريب الأطوار ليكتشف بعدها العديد من المفاجآت التي لم تكن في الحسبان.
يحتوي على سبع قصص تدور في ملامح مجال اجتماعي واحد
و«العشيش» التي يتحدث عنها الكاتب، هي مناطق سكنية عشوائية من الصفيح والخشب انتشرت في الكويت وبرزت في فترة الخمسينيات وحتى أواخر الستينيات من القرن الماضي، وبعدها أزالتها الحكومة ونقلت سكانها إلى مناطق سكنية جديدة، ومعظمهم من الذين قدموا للعمل في الكويت قبل النهضة الاقتصادية أو بعدها. وكانت بؤرة الحياة التي صنعها الكاتب «المقوع»، وهي منطقة قريبة من الأحمدي ظهرت بعد اكتشاف النفط وتصديره. لكن توسعت العشيش بعد ذلك لتظهر في مناطق مثل خيطان والفروانية وغيرها.
هي محاولة روائية ونتاج أكثر من عامين من البحث والرصد ﻷحداث شغلتني فترة طويلة. ولا يمكنني التحدث كثيرا عنها وقد صدرت. الكتاب خير من يتحدث عن نفسه.
في فضاء زمني لا يتعدّى ثلاث ليالٍ تمضي أحداث رواية “وادي الشمس- مذكرة العنقاء” للكاتب بسام المسلم، على لسان ساردين، بين الكويت حيث السارد الأول “عبدالقادر النسر” يتحرك في الزمن الواقعي الحاضر للرواية، وبين صوت السارد الثاني “فواز النسر” الذي يأتي صوته في صورة مذكرات يقرأها أخوه، كان قد كتبها ما بين 2013 و2014 أثناء قتاله في سوريا.
لاحقاً، استطاعت هذه المذكرات أن ترى النور، وتخرج من مخيمات الزعتري في الأردن لتصل إلى يد “عبدالقادر النسر” في الكويت. وذلك بعد أن ظلّت حبيسة في دفترها لفترة طويلة يتناقلها اللاجئون السوريون في المخيّم كأمانة ثقيلة مجهولة بين دفتي دفتر مربوط بخيطين متعامدين مكتوب على غلافه الخارجي “بيت النسر- بيان الكويت”.
«أربي ظلي على العصيان» الصادر عن دار الفرشة للنشر والتوزيع في اثنتي عشرة ومئة صفحة من القطع المتوسط، ضمت جملة من النصوص المتناغمة عبر الذات (الأنا) وذات (الجمعية) التي تستقرئ الكثير من هموم الحياة اليومية، تلونها بفراشة الألم حينًا، وبالأمل في نصوص أُخَر، إضافة إلى ما حمله الديوان من قصائد (الومضة) التي تعتمد فيها الشاعرة على اللغة الشعرية الإيحائية، إلى جانب تكثيف الصورة من خلال اللغة، وعبر انزياحاتها الدلالية، التي تجعل من النص أيقونة ونافذة تمد القارئ بالعديد من الأفكار التي تتخذ من شكل النص إطارًا دلاليًّا وجماليًّا.
هناك من يعرق, هناك من يسرق. وهناك من يخون وهناك من يعبث بين النصوص.
هناك لص , هناك مخلص , وهناك من يردد(مخلصون)
بعضهم صادقون فيما يقولون
وآخرون يدعون مثلهم ولكنهم يختمون بال(صاد) بدلا من ال(نون)
تتعدد بهم القنعة ويتلون بهم الشخوص
حتى بات من يفرض الأمر الواقع..(مخ-لصوص)!
مر بي طيف وكأنه حلم يقظة أمام عني كمشهد سينمائي , إضاءة كاملة , موقع التسول,البطلة, الجمهور من الداخلين والخارجين لعتبة الموقع, حركات البطلة, عباءتها السوداء حزينة مثلها, أوراقها الكثيرة تمسكها بقبضتها اليمنى.
يقولون إن رأسه المقطوع يسير على الماء فصادفه أحدهم وقال له: لا أراك الله ما هو أسوأ, الرأس ترك صراخة وأنينه وقال: يا أبتاه المرحوم وهل هناك ما هو أسوأ من السيئ؟ في نفس اللحظة اصطدم الراس بصخرة وانشق, عندها نفس الشخص الذي جلس بقربهم ويصرخ معلقاَ التفت إلى الرأس وقال : (ولا يعلم الخطاب يوجه هنا إلى أي شق.