أنا لا أحكم عليك، لا أؤنبك، لا أنصحك، أن أحدثك، لا أريدك أن تتبعني، ولا أريد أن أتبعك، أريد أن أقهمك وتفهمني، أتفق معك، أخنلف معك، أن نسير جنبا إلى جنب، نشابك أيدينا، ونتحدث عن أحلامنا أيا كانت! أعلم أنه من الصعب أن تثق بي وأنت لا تعرفني.. لكنني أثق بك!
تكشف لنا المؤلفة في ديوانها الأول عن موهبة خاضت الكثير من التجارب التي صقلت تجربتها الأدبية قبل أن تعلن ميلاد إصدارها الأول، مستعينة بدعم وتوجيهات عدد من كبار الشعراء والنقاد الذين أجمعوا على رقي موهبتها وحلول أوان تقديمها للجمهور!
أحيانا لا نود أن ينكشف الستار على كل الحقائق..لأن بعض الحقائق غير مفرحة! بعض الأبواب من الأفضل أن تبقى مغلقة..لكن الإنسان يأبى إلا أن يفتحها ويجلب لنفسه المتاعب! «ملاك» فعلت ذلك، فجاءتها الصدمات المدمرة!
يعتمد المؤلف في هذه الرواية على المؤلفة من ستة أسفار على تقنية الصوت الواحد، والذي يدخل في حوار مستمر مع داخله أو قرينه، مستعينا بمجموعة من القصائد للشاعر المعروف قاسم حداد. وتعج الرواية بالصراع الإنساني والتساؤلات والرؤى الذاتية للحياة والآخرين والنفس وغيرها، لتصحب القاريء في جولة طويلة قد تنتهي بمزيد من الأسئلة!
قسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول حملت عناون (قلب، جرح ، ألم) ليطرح فيها قضايا اجتماعية وإنسانية في قالب عاطفي، وركّز على القضايا المهملة والمهممشة والآنات الخافتة وراء الأبواب لأولئك الذين أخفوا أوجاعهم طويلا، متسائلا : فإن لم تستطع أن تقدم لهم شيئا..ماذا عن أذن تصغي أو كتف يُستند عليه؟
تدور أحداث الرواية حول رجل يغادر منزله منتصف الليل ليلتقي بامرأة غريبة الأطوار ليس لها مأوى، فيساعدها في الحصول على مسكن ثم يقع في غرامها! يتبادلان الثقة تدريجيا فتعترف بأنها متزوجة من رجل يسيء معاملتها بعد فقد طفلهما في حادث، لكنها تغادره فجأة دون وداع ليقرر البحث عن حقيقتها..فيكتشف ما لا يعلمه!
شابت العين اتحرى يا قطوع
شفت بعيونه من أحلامي مزن
انت وينك؟ ما بقا كود الدموع
اكتب الأشعار والفكرة.. حزن
بعيدا عن الوطن، تجري أحداث حياة آدم الذي يلتقي بشيخ طاعن في السن يدعى صالح، فيجد فيه خلاصه من الأسئلة التي تكالبت عليه بشأن الجامعة وجمانة وبقية أغطية الحياة!
قد ترمز القصة إلى ما هو أبعد من القشريات، لا يراها إلا من وصل الإبريز!
يجول بنا الكاتب القدير جعفر رجب في هذه المجموعة القصصية بين مجموعة من الأفكار التي تحرك فينا خاصية التفكير في ذات الوقت الذي ترسم على شفاهنا الابتسامة، مشيرة بحرفية عالية إلى بعض مواطن الخلل في مجتمعاتنا!
الأنثى مخلوق رقيق.. إن رأيتم أنثى قاسية صلبة فتيقنوا أن هناك من قسى عليها حتى اشتد عودها ألماً.
الحياة مسرح ونحن أبطالها.. نصطنع الضحك حتى يرانا الآخرون أننا سعيدون بحياتنا وفي الحقيقة هناك نقط سوداء في صفحات حياتنا وحزن خلف ابتسامتنا وحقائق مؤلمة خلف كلمة أمزحُ معك هناك أمورُ بشعة تحدث خلف كواليس حياتنا لا نفصح بها.
لعلك عزيزي القارئ تجد نفسك بهذا الكتاب.