شعور بالعجز تملك مراد قطز، وجعله يشتاط غضبا، وهو يرى ياسمي ورفاقها يقتادون كالأغنام إلى درج في آخر القصر يقود إلى قبو عميق لا يعكس أي شيء من الثراء والرقي الذي بدا له في الأعلى!
وضعوا كل واحد منهم في زنزانة منفردة ثم جلبوا لهم شرابًا غريبًا يشبه القهوة، ولكن طعمه أكثر مرارة، كما بدا له لاحقا من تعابير وجوههم عندما شربوه؛ في البداية رفضوا جميعهم شربه، ولكن أمام إصرار الحراس وتلويحهم باستخدام العنف، شربوه على مضض. بعد برهة من الوقت، لاحظ مراد أثرا غريبا بدأ يظهر على نوران ومحمود ومحمد، إذ بدأت تعتلي وجوههم نشوة، ثم أخذ كل واحد منهم يستلقي على أرض الزنزانة بارتياح شديد وكأنهم يستلقون على فراش وثير في حجرة نوم بديارهم! هذه الآثار لم تظهر على ياسمي، حتى إن الحارس المكلف بها أمعن النظر في الكوب الذي يحتوي الشراب للتأكد من أنه فارغ تمامًا.
تقديراً لأهمية كتاب «تحولات السيرة الذاتية» (الدار العربية للعلوم- ناشرون)، منحت جامعة الملك سعود المؤلفة أمل التميمي «جائزة التميز العلمي عن أفضل كتاب». وموضوع هذه الدراسة البناء القيمي في تحولات السيرة الذاتية وممارساتها الجماهيرية بعد ثورات الربيع العربي وتنبع أهمية الموضوع الذي تتناوله الدكتورة أمل التّميمي في رصد البناء القيمي في أعمال سير ذاتية عربية تسعى إلى نشر الثقافة بين الجماهير الواسعة، وارساء منظومة القيم الإسلامية والإنسانية، وخلق النموذج الأخلاقي والاجتماعي والحضاري والسّياسي.
الحياة تحمل الكثير من المفاجآت، أنت لا تدرك متى سوف تنجح أو تفشل، تحب أو تكره، أنت لا تدرك ما الذي ينتظرك غداً! السنة القادمة! كل ما عليك فعله هو المضي قدماً في حياتك وانتظار مفاجآت القدر… إما أن تسعدك أو.. تصفعك. يلعب القدر لعبته مع (فيوليت روبرت) و(هاري دينيس) بينما كلاهما يحاول الهروب من شيء! هو: ماضيه، وهي: حاضرها. في مدينة نيويورك تحديداً في الشارع الشرقي الواحد والخمسون تحصل صدفة تغير مجرى حياتهما وتذكّر الجميع بأهمية الوعود التي يقطعونها. هذه الأحداث تقولها الكاتبة رزان العامر في رائعتها الروائية «الوعد القديم» عبر استخدامها تقنيات عدة أهمها الراوي العليم المحايد الذي يبدو وكأنه يمتلك القدرة غير المحدودة على الوقوف على الأبعاد الداخلية للشخصيات؛ ولهذا فهو يقدمها وفق تصور فكري مفترض، وهذا التصور الفكري المفترض، يجعل الشخصيات ولا سيما الرئيستين منها مثبتة في إطار واضح ومألوف بالنسبة للمتلقي، أثناء عملية القراءة، بحيث تبدو الشخصيات ديكوراً شارحاً، أكثر من كونها خالقة للأحداث، ما يعني عزوفاً للسارد عن التدخل فيما يسرده، مكتفياً برصد الحوادث، وحركة الشخوص، وتتبع ما يجري في المكان والزمان. إلى ذلك، تستخدم الروائية تقنية الزمن تقديمه وتأخيره واليوميات والرسائل دون الإخلال بالسياق العام للروي، فضلاً عن تقسيم العمل إلى وحدات سردية مستقلة معنونة بعناوين مختلفة، غير أنّه ورغم الاستقلالية ثمة فضاء روائي واحد تدور فيه الحكاية الرئيسية، وبهذه التقنيات والخطاب واللغة العالية الأدبية وغيرها من أدوات الكتابة، تكون الروائية رزان العامر قدمت إلينا نصاً روائياً فريداً، سواء على مستوى الشكل أم المضمون.
هذا العالم الغيبي الذي يتحرك خلاله السرد يقابله علم واقعي, يتمحور حول بطل الرواية (مبارك) الذي هو من نسل الشيخ جابر, والذي يتقاسم البطولة معه شخصيات أخرى تبدو متحولة من ماض وضيع أو متواضع إلى حاضر أفضل, و في غمرة هذه الأجواء يرصد الروائي عالمان منفصلان متوازيان, حتى يصبحان عالماً واحداً عند مبارك الشاب الجامعي الذي غادر حلة جراء كذبة رواها الأقدمون وعاشها هو بكل تفاصيلها, وهذه الكذبة مفادها أن أمه (النقية ) ولدته من عمه , فكانت هذه الحكاية بمثابة سيف قد وضع نصله على عنقه, وثمناً دفعته أمه مقابل وعد قطعه أباه على نفسه لعمه أن لا يفضح سره!
وهكذا بعد أن كان اسم مبارك الطالب بالمستوى الثالث في كلية الاقتصاد, المستقبل يفتح له ذراعيه, غدا مجرد مبارك ود النقية فقط, الهارب من قدره إلى قدره, جاء إلى الجامعة فارا فوجد المقدم بدر الدين عمر الإمام / الرجل الأول في مكتب الأمن الطلابي في انتظاره .. يطلب منه أن يكون عيناً لمكتب الأمن داخل الجامعة يمدهم بما يحتاجونه من معلومات, وبما يدور داخل نشاط الطلاب بشكل منتظم و إذا رفض تكون الفضيحة بانتظاره, واقع هذا الحال جعل من مبارك شخصية مأزومة تعيش صراعاً بين عالمين, عالم الخير الذي بداخله وعالم الشر الذي ينتظره..
في خط مواز تدور قصة ربيع و بهساب ونادية بت جادين وعوض اليتيم ولبنى حيث تلتقي الخيوط وتتشابك لتتشكل شبكة من الأحداث تفضي بالرواية لمختلف النهايات.
21 قصة في “شوارع السماء” يتنقل فيها وجدي الكومي بين أبطاله المختلفين، ما بين “رجل الأوكازيون” و”رجل البطاطس”، “سيدة الياقوت” و”المجنونة صاحبة السطوة” قبل أن يكشف السر الكامن وراء “كاتب قصص الجنود”.
ورغم اختلاف تيمة القصص، فإنه يجمع بينها قدرة الكاتب على التقاط التفاصيل الصغيرة ونسجها بمهارة ليفتح أمام القارئ طريقًا للمتعة والتوقف أمام العديد من المشاعر المغايرة بين الدهشة والتأمل، الفرح والحزن، واكتشاف طاقات وطرق جديدة، غير مأهولة، في “شوارع السماء”.
كم هو بديع و ساحر بهاء طاهر عندما يحول الأمة و الفرد إلى جسد واحد. عندما ينقل القارىء بكل خفة من أوجاع و هزائم الأمة إلى أوجاع و هزائم الروح. من هزيمة عبدالناصر في السياسة إلى هزيمة بطل الرواية في الحب . من لحظات الفرح و النشوة في ملحمة بورسعيد و البطل في عز شبابه إلى لحظة فرح و نشوة أخرى عندما تقع المرشدة السياحية الأجنبية في حب البطل بعد ان غدا كهلا شارفت شمسه على المغيب
ويتناول الكتاب أكثر من 200 فنانا شكلوا جزءا مهما من تاريخ فن السينما فى مصر، الشخصيات التى وردت فى الكتاب نعرف بعضها، ونعرف “طلات” الآخرين من خلال الكاميرا، نتذكر مشاركاتهم المميزة ونضحك معهم عندما نتذكر أدوارهم الفنية التى نكررها طوال الوقت.
اختار عبد الوهاب المسيري مجموعة من المفكرين الغربيين والمسلمين من أوروبا والعالم العربى وآسيا الإسلامية المنشغلين بالهم العام – الوطنى والقومى والدينى – لشعوبهم وليسوا من هؤلاء المفكرين الذين يعيشون في أبراج عاجية بعيدا عن هموم الواقع و مشكلاته, وتكشف هذه الدراسة أن هؤلاء المفكرين أكثر انفتاحا وقبولا للأفكار المستخلصة من تجارب حضارية أخرى، وأكثر تخففا من الإلتصاق الحرفي بالنص الديني دون النظر إلى الروح والجوهر على الرغم من الحرص على عدم الخروج عن ثوابت الدين.
كما تجيب الدراسة عن سؤال ظل يطارد الدكتور المسيري عن المشترك الفكري بين هؤلاء المفكرين على الرغم من تباين مرجعياتهم الثقافية والحضارية, وكانت الإجابة تكمن في النزعة الإنسانية التي تؤكد أن للذات الإنسانية وجودا وفعالية واستقلالا فى إطار الرؤية الكلية للوجود وما وراء الوجود.
الأحلام الأخيرة للكاتب الكبير المبدع الراحل نجيب محفوظ والذي يعد استكمالا لكتاب أحلام فترة النقاهة حيث يحتوي على أحلام لم تنشر من قبل ، ه الاحلام هي الخلاصة. اللب والجوهر ..القرب والبعد والعمق وقمم الارتفاع ..الجهات الأربع في قلب بوصلة الحكي ..حصاد العمر فى سطور تلغرافية ..نجيب الذى يرى ما لا نراه بالحس والاستشعار والموهبة ..نجيب الكاتب القارئ لكف الأدب الذى أدرك السر لأدب الدخول فى قرن جديد ..أزرار السرعة .. الإيجاز فى قالب حلم ..العمر فى جملة والعصر فى سطر والسنة فى كلمة والمشوار بأدق تفاصيله ومنحنياته وآلامه وأوجاعه وأوهامه يسرده محفوظ فى بلاغة فائقة , وقد ضمن محفوظ أحلامه في مؤلفه هذا مفاهيم العدالة الاجتماعية وثنائية الشعب والسلطة
قام نجيب محفوظ بترجمة كتاب مصر القديمة لـ«جيمس بيكي»، سنة 1932 عندما كان في السنة الثانية بكلية الآداب، قسم الفلسفة. وقد كانت الرواية تضم فصول مبسطة في تاريخ مصر الفرعوني.