يحدث أن تكون مشرعاً للأحزان فبابك مكسور ونوافذك مخلوعة هل أنا أكتب أم أني أبكي أحرُفاً فالليل وعزف العود وذكرى هالكة تثير وجعي يدُّك الهدوء العواصف بي عائم أنا في الماضي، و نفسي الراحلة (عائم أنا بكوني/ أنت وجميع الموجوعين هنا..)
لم أختر الحياة، وليس هذا كافيًا ليُختار لي الموت. كلنا في الأرض سواسية، ماذا يعني أن تفرّقنا المناصب والألوان والكراسي! ماذا يعني أن أكون أسود وتكون أبيض؟ أن تشتري قصرًا بينما أشتري قبرًا! أن تفكّر في المستقبل مع عائلتك بينما أطارد الماضي لوحدي! أن تبحث عن تعريف لمعنى المجاعة بينما أنا هارب عنها! ماذا يعني أن تكتفي جاحدًا بينما أحتاج شاكرًا! أن تضحك وتطيل صوتك بينما أبكي وتُكمم جراحي! أن تتمدد على الحرير بينما أظل واقفًا مُدمى القدمين! أن تتنهد من حريّة الشبع بينما أئنُّ من سجن الجوع! ماذا يعني أن نتقسّم، ونزرع الكراهية، نمزّق الوطن، نفرّق الشمال، ونُقصي الجنوب! أن تكون شرقيًا في قناعاتك بينما أكون غربيًا في مبادئي! أن تثق بكمالك ونقص الكثير بينما أرى تمامك نقصًا كبيرًا! ماذا يعني أن يكون قتالنا بالكلام في المجالس والشوارع أشد من قتالنا بالسلاح وأقسى! ماذا يعني أن تملك كل هذا الحق من جسد الحياة، بينما ترفض أن أنال شيئًا منها سوى نتانة رائحة الموت! ماذا يعني كل ذلك إلا أنك لم تُخلق عنصريًا، لكنك كبرت واخترت أن تكون كذلك.
كل الأشياء واضحة جدًّا، مجردة عن كل ما يلوث حقيقتها، كل النوايا عارية جدًّا، لا شيء يسترها، لا شيء قابل للتكذيب، لا أريد ظلامًا، كل ما أبحث عنه هو ظل! وكل ما حولي أصلٌ لا ظل له! فقدت الكثير من الأشياء جمالها وأصبحت قبحًا محضًا! واكتسى الكثير من الأشياء سحر غريب يمحو قبحها! حتى الحزن اكتسى بلمحة فتنة، وأصبح أكثر ندرة، أما الفرح فازداد سحرًا، وأصبح محصورًا أكثر.
عزيزي الطالب، في هذه الخلطة جمعت لك أبرز ما يهمك قبل دخولك الجامعة وأثناء حياتك الجامعية بناءً على تجربتي الشخصية، في هذا الكتاب ستجد مقالات في مواضيع مختلفة لتنير لك ما أظلم عليك من طرق، ابتداءً من طريق اختيار التخصص إلى طريق فهم الذات إلى طريق التفوق الأكاديمي. وأهم هذه الطرق طريق التفوق الأكاديمي؛ لذلك أشعلت الجزء الأكبر من المقالات لإنارته، ستجعلك هذه المقالات بإذن الله قادرًا على إعداد جدول المذاكرة المناسب عبر ست مراحل ستعينك على وضع أولوياتك من بين المواد وتصنيفها حسب تأثيرها على معدلك الجامعي آملًا أن أكون قد وفقت في تقديم ما يسهم في تألقك الجامعي.
عندما لم يمنح الله
غيرك. نعمة القدر على
ترويض أحزاني
وجب عليك
شكر النعمة فعلاَ لا قولاَ!
خيوط شفيفة من الضوء تطرق النافذة بهدوء،
امتدت يد حانية، أزاحت الستارة وفتحت النافذة،
سارعت خيوط الشمس بالتسلل، ثم انتشرت في أنحاء الغرفة.
أنا المـاء الذي يُبلل عطش السنين ، واللون الأبيض الذي تراه بقلبك، قبل أيّ لون .. والبذور التي قبّلت الأرض وأزهرت بالياسمين .. بعد هذا العطاء، ها أنا أكتُب .. لستُ الشمس ولا القمر .. أنا إنسان في قلبه إنسان فقط.
تقرأ أنت، أو تقرئين أنتِ الآن، وأعلم أن في ذاكرة أحدكم ألف سؤال وسؤال. عنوان كتابي متناقض بعض الشيء من منظور بعض الناس، لذلك وددت أن أفصح عن انتقائي لـ(مواسم غير قابلة للبوح). لأن بعض الأشياء غير قابلة للبوح حقاً، فقط قابلة لأن تُنشر على ورق على هيئة نقاش، أو لوم، أو حب، أو فراق، أو عتب، أو هم، أو أمل، وبضع كلمات أخرى غير قابلة للبوح حقاً. كلماتي هنا ستثير البعض وستقتل البعض الآخر، ستثير البعض في إكمال نصي المنثور، وستوقف البعض الآخر عن القراءة.. كل الاحتمالات قابلة لأن تُذكر بذاكرتي، ولكنني متيقنة جيداً أن إرضاء الناس غايه لا تُدرك.. وأن اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية.
كانت الساعـة تشيـر إلى الثـامنـة والنصف بتوقيت فرنسا حينما خرج خالد من بوابة صالات مطار شارل ديغول الدولي، وحينما اتجه إلى جهة مواقف سيارات الأجرة سرت قشعريرة لذيـذة في جسده من أثر أنفـاس الصباح المحملة بنسمات الخريف الباردة.
كان في حالة غياب تام، لم يدرك أنه مر بكاونتر الجوازات، ولا في صالة العفش، ولا الجمـارك، ولا يـدري هل تم ختم جـوازه أم لا، ولكن ما يعلمه الآن – وهو متأكد منه – أنه فوق تراب باريس، باريس التي ظن أن العشق بها يبدأ على الأرض، كما قالت له الروايات وقصص الحالمين، ولكن يبدو أنهم لم يخبروه يومــاً أن العشق قد يـولد في الطريـق إليها، هنـاك حيـث يسكن القمر وتسبح النجوم!!
لا بد أن هذا صوتكِ الذي تبقى منه القليل في لوحة الجدار، وفي مقطع طويلٍ من موسيقى السهرة.. صوتكِ الذي يتلاشى شيئاً فشيئاً مثل ظل الغريب، ثم يعود في حكايات الآخرين وكذباتهم البيضاء، يعود في صورة عالية الجودة للحنين، في حشد من اللقطات المخبأة في الجزء الموسيقي من الدماغ .. وحشد من الدفء في نفس الجزء تقريباً، يتناوبان على الحواس فتجلس وديعة مثلما يفعل اللطف بالمجانين..
هي رحلة مرّت بطالبةٍ في كلية طب، لم يكن فيها اختلاف عن رحلات من سبقها من أجيال. طواف بين محاضرات، وانتقال من مادة لمادة، وصراع معلومات، تدريب على المرضى، تحديات متعددة، وضغط نفسي وبدني هائل. ولكن هذه الطالبة بالذات كانت مختلفة، كانت مختلفة كثيرًا، فقد حملت معها خلال هذه الرحلة كاميرا روحية شديدة الحساسية، فصورت لنا ما بين المشاهد، والتقطت لنا نبضات الروح، وهمهمات الضمير، وتفاعلات المشاعر، فأعملت في نفسها وفي من حولها عدسة الروح التي التقطت ما لم يلتقطه الآخرون! التقطت لنا ما لم يبح به أحد وجسّدت مشاعرنا بما لم نتجمل له.