في كتابيَ هذا.. كتبت لكم ما شعرت به يوماً ما، وربما عند قراءة الكتاب ستجد نفسك في رسائلي.. تجدها بين السطور… كتبت هذه الرسائل لك ولي؛ لنُطَمْئِنَ قلوبنا بكلامها، ولنعيد النظر في حياتنا. وبتحكيم العقل نستطيع فتح الأبواب المغلقة، فما أجمل أن يعيش الإنسان بقلبٍ راضٍ، وعقلٍ متزنٍ
هذا الكتاب سيلهمك كل يوم لتفتح لنفسك آفاقاً و احتمالات أوسع من الواقع الحالي؛ لتكوِّن حقيقتك المطلقة بكل بهجة وسهولة وبهاء.
أدعوك لأن تعيش التجربة، وتعيش وتستمتع باللحظة بكل تفاصيلها.. كما أعيشُها الآن.
ابنة لواء شرطة وهو مِن أهم المسؤولين عن شرطة مكافحة السلاح، تتعرض للخيانة والغدر والضرر مِن قِبَل تاجر سلاح بدافع الانتقام مِن والدها، تخسر والدها، عائلتها، أصدقاءَها، ونفسها، ولكن الصدفة دفعتْها لتعود بعد سنوات لتنتقم بروح شيطانية، وبأفكار محبكة، وبدمٍ بارد.
“لم أصدق فكرة انتقامي لأبي، لم يكن انتقامًا عاديًّا، لم يكن انتقامًا واضحًا، كان كالحرب الباردة التي لا يوجد بها تنافس واضح، ولا جنود، ولا حتى سلاح، انتقامي منه لم يكن سِوَى انتقام بارد”
أخبروا ذلك الغائب
إنه أصبح غريباً
لم تعد مكانته كما كانت
لم نعد نتحدث كما كُنا بالسابق
أصبحنا نتكلم برسمية وكأننا أغرابٌ
أصبحنا بنهاية تلك القصة التي أسميناها حُباً
أصبحت مشاعرنا مشاعر قلم بغيمة حُزن
تكتب بالأقلام وتسكن بغيوم حُزن تهطل حزنها
وجراحها بالقلب كُلَّما ضمدت جراحه.
ماذا سنفعل لو أنَّ الحياة اختارت لنا قصة غريبة، أدخلتْنا في حكاية عجيبة، وكتبتْ لنا دروبًا وعرة، هل سنبقى متمسِّكين بها؟ أم أننا سنتركها؟ أم سنواجه؟
هل لدينا القوة على الإيمان بأن دروبنا خيرة مِن رب العالمين، ونصيبنا كان مكتوبًا عند رب العالمين؟
كلٌّ منَّا له حياته، وكلٌّ يهتم بحياته ويحافظ عليها، ولكنَّ الحياة دائمًا تصدمنا بأحداث عكس توقُّعاتنا.
الغُرْبةُ هُنا تمْتصُّ أحْلى ما فيكَ، تأخذُ منْكَ نَسْغَكَ وشغفَكَ بالحياة، أحْلامَكَ وأجملَ سنواتِ عُمْرِك، تأخذُ شيْئًا مِنْ ملامِحِكَ وتُعطيكَ وجْهًا جديدًا ربّما لا يُشْبِهُكَ، تجْعلُ منكَ إنسانًا آليًّا مُبرْمَجًا على الرّكضِ ليْلَ نهار كي تعيشَ بيْن قَوْسَي الحياة (….) .
في الغُربةِ هُنا تحْيا وحيْدًا مهْما كانَ عددُ أصْدقائِكَ أو أقارِبِك، مهْما كنْتَ مُحاطًا بِجمْهورٍ مِنْ مُدّعي الحُبِّ والمَحبَّة، فلا أحدَّ هنا مُهتمٌّ بِمشكِلاتِكَ، ولا يشْعرُ بِما يدور في داخِلِك.
الكلُّ مُنْهمِكٌ بشؤونِهِ الخاصّة، ويصمُّ أُذنَيْهِ عنْ صوْتِكَ حتّى وإنْ كنْتَ تُكلّمُهُ وجْهًا لِوجْه.
الغُرْبةُ هُنا أنْ تصْرخَ طلبًا للنّجْدةِ في لحْظةِ ضَعْفٍ، وتعْلمَ أنَّ ما منْ أحدٍ سَيُنْجِدُكَ سِوى نفْسِك، تسْعى دوْمًا لِرسْمِ ابْتسامتِكَ فوْقَ شفتَيْنِ مُنهكَتَيْنِ مِنَ الأنين، وترقُصُ فوْقَ جِراحٍ لا يعْلمُ بها سِواك، وتدَّعي الحياةَ كي تبْقى على قيدِ الحياة
“سلسلة تجارب مفيدة”، هو حصيلة للعبر التي اكتسبتها من خلال تجاربي الشخصية في حياتي، والتي كان لها الأثر الكبير في تعلمي المستمر.
ارتأيت أن أضعها بين يدي العالم كي أخبره أن الحياة ما هي إلا تجارب جميلة وممتعة؛ إن التفتنا إلى تفاصيلها، واستفدنا من العبرة التي تنتج عنها.
“سلسلة تجارب مفيدة” يحمل بين طياته الفكر والمشاعر التي تساعدنا على إدراك حقائق الأمور؛ لنتمكن من العيش بسلام.
نظرتي المختلفة جعلتني أصرُّ أن أبوح بما في داخلي، وما أومن به، لكم. فالسبب الذي جعلني أميل لهذا الجانب، هو الرغبة بأن تتمسكوا بأنفسكم جيداً، وأن أجعل الناس تفكر بطريقة جديدة ومبتكرة بالحياة، وهدفي الأسمى هو أنكم من خلال صفحاتي تصغون لصوت ذاتكم الحقيقي…
وكأن أبواب السماء فتحت على مصراعيها لتستجيب رجاء ودعوات المليارات من البشر الذين أعيتهم مجتمعات ملئت شرًا، كممت أفواههم بمسميات ابتدعوها وممارسات فرضوها، فما حدث لا يصدق، كان من قبيل المعجزات التي اعتقدوا أن زمنها قد ولى وفات، معجزة بغير نبي، تمثلت رحمة من الله بعباده، ففجأة وبدون تنويه، توقفت وسائل الإعلام على تنوعها في معظم بلاد العالم عن بث برامجها التي اعتاد المشاهد والقارئ أن تكون جزءاً من صباحه مع فنجان من القهوة، حتى يخلد إلى فراشه لتكون كابوس نومه، بدايةً من أخبار الحروب والإرهاب، وصداع أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل، إلى نعيق جمعيات حقوق الإنسان التي سلبت الحقوق وقتلت الإنسان، وغير ذلك من مآسٍ تكتوي بنارها البشرية، كما خلت وسائل الترفيه التي تعرضها من كل شيء ينافي الأخلاق السوية، فلا عري وإباحية، ولا عنف وسادية، ليقتصر ما تعرضه على البرامج التي تهتم بإعادة بناء السمو الروحي والأخلاقي للإنسان، وإرساء قيم العدالة والسلام بين دول العالم، والتركيز على أهمية التعاون والتكامل فيما بينها.
يلتقي هو بحبه الحلال، ويعيشان معاً أجمل ثلاث سنوات من الحب، ولأن الماضي لا ينسى، ويعود أحياناً بقوة، وبقوة حقد جارفة.. حيث تقيم سارة علاقة صداقة مع زوجته!
تُستَفَزُّ بعد صداقتها، فتتزوج من رجل غني ورائع وصاحب منصب، وتعيش حياة هادئة…
ولكن الهدوء والاستقرار لا يتناسب مع امرأة كسارة، فهي امرأة لا تهتم بما تملك. هنا تختلط أمورها، وتدَّعي بأن ماضيها كان أجمل، وبأنها من تستحق بأن تكون معه.
تضطر أن ترتب أمورها من جديد، لتترك وراءها عاصفة كبيرة من الأحداث التي لا يتقبلها العقل!
فبرغم الانكسار والاندثار والثورة، كانت الغربة حلاً وحيداً لترميم معالم النفس التي هتكتها الجروح، فكانت أمريكا هي المكان الذي وُلدَت وترعرعَت فيه هذه الخواطر بكل تناقضاتها، حيث تكتب المشاعر حيناً،
خواطرها بوحاً حزيناً يصور حالة الشجن المسيطر على نبضات قلب مكلوم، يتبعه شوق جارف لرؤية المستحيل، وحيناً آخر تكتبها وجداً بكل معاني الشغف.. وفِي أحيانٍ يستنفر العقل أفكاره ليكتب فكراً مصبوغاً بألوان الوجد والشجن.
هكذا كانت خواطري تتشكل، ولا أنسى الأجواء المناخية التي صبغت كل كتاباتي في سنوات الغربة، بكل التنوع المناخي، سواء الكتابات التي أنشرها في هذا الكتاب كخواطر وأفكار، أو التي ستنشر في رواية قادمة.فكان للخريف المتعدد الألوان الزاهية قبل تساقط الأوراق وبعدها، والثلوج المتراكمة البياض، واخضرار الربيع، ودفء الصيف على ضفاف البحيرات والأنهار،
كان لها جميعها دورٌ في رسم ملامح الشجن على لوحات كلماتي وخواطري بألوان تجعل للوجع طعماً لذيذاً، مثلما تصور بوح وجداني كعاشق يعيش أجمل لحظاته وهي تعكس ما يختلج في النفس التي اختارت غربتها كي تتوحد مع سمفونية البكاء؛
فتجعل من الدموع قصائد عشق ورثاء تتداوى بها كلما أوشكت أن تذوب بفعل قسر أحزانها، أو بفعل جنوح الوجد الذي يرفض أن يتنازل عن جمال نبضه رغم قسوة القدر
وبدا أن الطفل متلهف للأسئلة، ووجد في نبيل إصغاءً واهتمامًا به. قال له: “لماذا يحدث كل هذا؟ هل نحن أشرار أم هم؟” صمت نبيل قليلًا، ثم تبسم في وجهه.. قال له: “أنت تملك عقلًا أكبر من عمرك بكثير.. ما يحدث هنا الآن حدث باستمرار؛ دائمًا ما يكون الطمع والحقد دافعًا ليكره الإنسان أخاه، بل ويقتله أيضًا، حتى ما نراه أنا وأنت شرًا محضًا، يظل هناك من يراه خيرًا مطلقًا… إنها معتقدات الإنسان هي من تتحكم بأفعاله وحياته تماماً.