كل منا انعكاس لقلبه

$16.300

5 متوفر في المخزون

التصنيف: الوسوم: ,
الوصف

الوصف

إليكم أهدي كتابي لعل الأرواح تتخاطب حينما قررت الأصوات أن تصمت ، وقررت القلوب أن تدخل في نبض ثابت مشابه للموت..

لا تقنطوا من رحمة الله ، فقلوبكم تسع بقدر حجمها العظيم.

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ﴾ [الأنعام: 1، 2].

تنتهي سورة المائدة التي تسبق سورة الأنعام بآيات مباركات تتعلق باليوم الآخر وبفوز الصادقين، وتؤكد بمشهدها الختامي عائدية ملك السموات والأرض لله تعالى طاوية بشكل تلميحي قصة مبدأ الإنسان وإلى ماذا كان مآله. وتبدأ سورة الأنعام بحمد الله تعالى الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ في إشارة إلى بدء الخليقة، فالبدء خلْقٌ والمنتهى مُلْك وقدرة. كما أن هذا الحمد الذي بدأت به سورة الأنعام بعد عرض المشهد الختامي للآخرة يلتقي بالحمد الذي ذكره القرآن الكريم في سورة الزمر بعد انقضاء الأمر كله إذ قال سبحانه: ﴿ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75].

 

تشير السموات والأرض إلى الأمكنة وتشير الظلمات والنور بدلالتها على الليل والنهار إلى الزمن. وقد خُلق المكان والزمان جميعاً من أجل الإنسان فالحمد لله على ذلك ولكن الكافرين يتعالون على حمد المنعِم ويجعلون له شريكاً.

 

خَلَقَ” أي أوجد وأبدع على غير مثال سابق، ومن المعاني التي لـ “جَعَلَ” خلق وأوجد، فالمعنى هو خلق السموات والأرض وخلق الظلمات والنور، وبين هذين الفعلين على اتفاقهما في المعنى ظلٌّ من الاختلاف جعل كل واحد منهما مناسباً لما وضع له. فالسماوات والأرض التي لم تكن فكانت تبدو ثابتة على وضعها، فقد تم خلقها وانتهى الأمر ظاهرياً، ومن ثم فإن “خَلَقَ” بدلالتها المشار إليها مناسبة للموضع. ولكن “جَعَلَ” التي تعني الخلق والإيجاد أيضاً تحمل إلى جانب ذلك معنى الصيرورة من حال إلى حال، فالحركة الموجودة فيها مستمرة، والنور والظلام لا يبقيان على حال وإن كل واحد منهما يصير إلى ضده منذ أن كانا وبتعاقبهما يصبح الزمن شيئاً مدركاً، ولهذا فإن الفعل “جَعَلَ” هو الأنسب في هذا المقام. بينما الفعل “خَلَقَكُمْ” كان مناسباً لإيجاد الانسان الذي تمّ على غير مثال سابق والذي، منذ ان خُلق، يشتمل على النوازع النفسية والأعضاء التي تميز كينونته البشرية من غير أن يطرأ عليها أي تغيير.

 

للمزيد من كتب ذات صلة

دلال حمود

 

معلومات إضافية

معلومات إضافية

الوزن 0.26 كيلوجرام
مراجعات (0)

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “كل منا انعكاس لقلبه”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *