مجتزأ من الرواية:
يا زينب، منذ عام 1996م، كنتِ وقتها في خامستكِ، وأنا أجاهدني بالكتابة إليكِ، اشرعُ أسوّدُ عشرات الصفحات ثمّ انقلبُ عليّ جرّاء يقيني إنّي في غفلة منّي أكتب بانفعال غير مبرر، أصرفني عن الكتابة سنة أو أكثر، ريثما يعود توقي للتواصل بكِ، أُقبل على الكتابة، لأنصرف عنها بعد قليل للسبب إيّاه، كل بداياتي تلك حفظتها داخل ملفات تحمل تأريخها آملاً أعودُ إليها أوظّفها ضمن مشروع واحد أتمنّى وصوله إليكِ كاملاً، الليلة اتخذتُ قرار البدء من جديد دون العودة لما راكمته في مرات سابقة، كذلك آليتُ على نفسي أكتبها خبط عشواء، غير ملزم بتسلسل الأحداث حسب المنطق المعتاد لتواليها، منساقاً لتداعي لحظتها الآنيّة حتّى لا أتذرّعُ بصعوبة التنسيق فانصرف عن المتابعة.
مجتزأ من مقدمة الشاعرة سعدية مفرّح:
في حضرة العنقاء والخل الوفي، ينطلق اسماعيل فهد اسماعيل مستعيداً ذاته الكامنة في ما وراء الكلمات والشخصيات والمواقف، ليصنع روايته الجديدة وكأنه يصنع روايته الأولى، بعد تجريب كتابي طال وتمدد بين سنوات العمر وتضاعيف الموهبة وتداعيات الحياة بكل معطياتها.
في هذه الرواية يبدو هذا الروائي المخضرم شاباً موهوباً، للتو غادر السبعين من عمره كي يبدأ الكتابة في خضم الدهشة واسترسال الاكتشاف وزهو الموهبة الفريدة.
ولعلي لا أبالغ إذا قلت أنني شعرت وأنا أقرأ هذه الرواية وكأنني أقرأ لاسماعيل فهد اسماعيل للمرة الأولى في حياتي، أنا التي اطلعت على معظم رواياته الخمس والعشرين السابقة والتي أصدرها على مدى أربعة عقود كاملة، ربما لأنه يحاول من خلالها أن يقدم نمطا كتابيا جديدا يخلط فيه وفقا لمقادير محسوبة، من دون أن تخل بعفوية الفن الروائي في ذلك الشق، بين الحياة كما عاش بعض مواقفها فعلا، وبينها كما يريد أن يعيش بعض مواقفها، وبين ما يتوقع ان تكون، وبين الحلم. وأيضا لأنه في هذه الحياة التي كتبها بين ثنايا رواية اختزل الكثير مما يقال في سبيل التطلع الى قارئ نوعي ومتلق جاد وذكي..والأهم عاشق للرواية.
«في حضرة العنقاء والخل الوفي» إذاً رواية «صعبة» ليس على صعيد الكتابة وحسب، بل أولا على صعيد القراءة، وأتوقع أن المتلقي لا بد وأن يجتهد كثيرا في سبيل استخلاص المتع الراسبة بين نهايات الفصول حتماً.
للمزيد من كتب اسماعيل فهد اسماعيل
“إنّه لأمر مفزع أن تعيش وأن يموت الجبل..
يا كهنة البعل ويا أيها النبي إلياس ويا أهل الكهف الصالحين
ويا نسّاك جميع العصور يا صلاح الدين ويا أسامة وبولدوين
وريكاردوس المولود بلا قلب ونابليون وضاهر العمر..
ويا كلّ قطاع الطرق ويا أيّها القراصنة المحتمون من القصاص بمغائر هذه النواحي
يا عمّي إبراهيم وسرايا بنت الغول تعالوا قفوا معي فوق هذه الصخرة وانظروا كيف تموت الجبال”…
إميل حبيبي
“في لحظة ما خُيّل لي أنّكما ممسوسان. الاسم واللقب. ناجي العلي. المهنة. عاطل عن الوطن. الهواية. الرجم بالرسم. الرجم لمن. للمتخاذلين والانتهازيين وخونة قضية فلسطين. ماذا بشأن حنظلة. عاق لا يمتثل للأوامر الصادرة عن جهاته العليا. أنت مسؤول عمّا يصدر عنه.. أليس كذلك. بقدر مسؤولية النائم تجاه كوابيسه. هل تعني أنّك لا تستطيع ترويضه. إلّا إذا كنتَ تستطيع ترويض من هو قائم عليك. هل تعني أنّ حنظلة قائم عليك. على ضميري. همس لك حنظلة. لو تعرف زخم السعادة التي غمرتني بها يومها”
ما عن على بالي البتة -وأنا الذي أطل من مكان متشرف ليس بالعالي ولا بالمنخفض-أن أرى صاحبي ذاك وسط احتشاد بشري هائل العدد، يدافع بعضه بعضاً بالأكتاف والمناكب نحو شتى الاتجاهات، خلل ظرف غير مسبوق بدا جللاً.
كيف؟!” دهشتي يشوبها ذهولي: “ما الذي جاء بصاحبي وس
سؤال غير بريء قيل عن التاريخ -بصفته حاضن أحداث- أنه صاحب نزوات.
وأنه لو شاء محاكاة أحد أحداثه الماضية.. أعاده على شاكلة مهزلة. المهزلة -بالمعنى المتفق عليه لا تمت للكوميديا بصلة.
السؤال الذي يرد إلى الذهن: ماذا لو أن الحدث الأصل -وقد حاكاه التاريخ
“تاريخ شخصي موغل في الزمن”، و”موغل في الذاكرة”، يستعيده الكاتب خلال سفره إلى أثينا التي شهدت منذ عشرين سنة تحديداً “شهر عسل أوّل ..أخير”، فـ”للحب أوانه..للحزن بالمثل”. بين ذكريات الأمس الغرامية “لما يكون الزمن مفصلاً تبقى تفاصيل لحظاته خبيئة في الذاكرة”،
الرواية تعتمد اسلوب التداعي بسردها لقصة شخص عراقي يحاول اجتياز حدود بلده عن طريق شط العرب هرباً من حبيبته!
وذلك أثناء الاضطرابات والانقلابات السياسية بالعراق، أثناء الهرب تجمعه الاحداث بضابط عراقي مصاب بطلق ناري، إنقاذه يعرضه لخطر الاعتقال ، وتدور الاحداث مع صراعه الداخلي هل ينقذ الضابط أم يهرب من العراق أم يعود لحبيبته؟
تتناول رواية ” الظهور الثاني لإبن لعبون”جانباً من قصة حياة الشاعر محمد بن لعبون،والذي يعد من أعلام الشعر النبطي الغزلي في الجزيرة عاش أوائل القرن التاسع عشر الميلادي،واشتهر بالشعر الغنائي الجميل الذي سُمي فيما بعد “اللعبونيات” نسبه له، هذا الشاعر ولد في السعودية ورحل منها للبصرة ثم الكويت حيث توفي فيها بعد إصابته بالطاعون،دفن في الكويت وحول موضع/موضوع قبره دارت الحكايات واختلطت الحقيقة بالخيال في كثير منها، نظراً للتحفّظ المجتمعي آنذاك، فقد كانوا يشيرون إليه ” ميال للهو والبطالة..”.
سباعية روائية
” من أين لأيهم طاقته الشعوريّة التي تمده بقدرة مواصلة الانحباس داخل المكان في المنأى من كل ما له علاقة بالوطن و الأهل عبر زمن مفتوح على أبديته و لا يصادفه قنوط اليأس أو ردّات فعل نفسية تستحيل إنعكاساتٍ جسدية “
عملية سرقة ثأرية اذ لم يستطع بطل الرواية ان ينسى ذلك الضابط القاسي الذي سلبة عشرين ديناراً وعلبة سجائر كان قد كسبها من عمله المضي في الكويت. وحين سلم نفسه للشرطة كي تعيده إلى دولتة سرق منه هذا الضابط ثروة العمر كله وثمرة الكد والإرهاق فأضمر الشر لضباط الشرطة جميعا، وعبثا يحاول أن يجد تبريرا لسرقته، إنه غير مقتنع بها في قرارة ذاته الضائعة، ولكنه يريد أن يعيد التوازن إلى نفسة ..