ويبدأ دراسته بحديث احترازي عن معضلات الترجمة المؤكدة، حسب بول ريكور، على «عدم وجود معيار مطلق لما يمكن أن نطلق عليه ترجمة جيدة»، وذلك لانتفاء عملية التطابق فيما يُعرف بالخائنات الجميلات. فكل نص مترجم هو نص ناقص بطبيعته. ومن هذا المنطلق، يورد بعض الأمثلة التي صادفته حول ترجمة مفردة «مهرطق» التي آثرها على كلمة «زنديق» لأسباب موضوعية، إلى جانب لجوئه إلى ترجمة كلمة «أخلاق»، وتعريب مفردة «إيتيقيا». وذلك بالعودة إلى مرجعيات معجمية عربية قديمة، وفضاء الاصطلاحات الحديثة، وكذلك استدعاء مخزونه المعرفي من خارج تلك المقالات. وفيما يشبه القراءة الذاتية للأوراق الثلاث، يتقدم عبد الله الخطيب في شرح مكنوناتها من الأفكار والرؤى بتسليط الضوء على جهود برنارد قارده في دراسة الأخلاقيات اللغوية، وذلك بفحص السياق المعرفي والآيديولوجي الذي كانت تسير فيه جُلّ أعماله الفكرية، من حيث قدرته على مزج علم اللغة الاجتماعي مع أفكاره اليسارية، وهو الخبير بتحليل الخطاب العُمالي، وتحليل خطابات أرباب العمل. وهو – بتصور الخطيب – الذي أعطى «وبدقة كبيرة، شكلاً دقيقاً محدداً لمسائل تجوال المعنى وإعادة الصياغات»، وهو الذي غير النظرة إلى الممارسات الخطابية لتصبح نوعاً من أنواع الفعل على الذات وعلى الآخر. ولذلك حاول لفت الانتباه إلى «المكون الإيتيقي للممارسات اللغوية المعيارية».
دار صوفيا للنشر و التوزيع . عبدالله بن علي الخطيب
كما عودتنا دائما تقدم لنا ملكة الغموض، أجاثا كريستي، واحدة من أبدع “الروايات على الاطلاق , فهي رواية مليئة بالاثارة والتشويق ؛ من تلك النوعية ” التي تجبر القارئ على ألا يدعها من يده حتى يقرأها من الغلاف الي الغلاف فوجئ أهالي قرية تشيبنج كليجهورن باعلان عن جريمة نشر في الجريدة المحلية . وقد تملك الفضول من الجميع لمعرفة ما سوف تؤول اليه الاحداث في ليتل . بادوكس حيث موقع تنفيذ الجريمة في الساعة السادسة والنصف كما نص عليه الاعلان . حتى تلك اللحظة بدا الامر وكأنه مجرد مزحة أو خدعة الهدف منها تخويف سكان البيت … ولكن حدث ما لم يكن متوقعا على الاطلاق … انها رواية جديرة حقا بالقراءة , فهي زاخرة بالاحداث الممتعة التي لا تدع الفرصة . لتسلل الملل الي قرائها.
اختار المترجم أن يقدم لنا باقة متجانسة إلى حد بعيد من القصائد المجموعة من الشعراء الذين ينتمون لثقافة واحدة وبلد واحد ولغة واحدة . كما عمد إلى اختيار نصوص تحمل في جانب كبير منها سات الجدة والغرابة وربما التمرد على جماليات الشعر المألوفة ، حتى ما يدخل منها في إطار الشعر المرتبط بالحداثة والمدارس الشعرية الجديدة ؛ إذ أنه ما من حركة شعرية تجديدية يمكن أن تكون بمأمن من الوقوع في مأزق النمطية والتنميط ، لتخلق بالتالي كلاسيكيتها الخاصة بها . ولأن اختيارات المترجم بصفة عامة ما هي إلا انعكاس ومرآة لميوله وتفضيلاته وقناعاته الجمالية ، فلم يكن من المستغرب أن يختار صالح الخنيزي ما اختاره ، لأنه شاعر يكتب النص الجديد الذي يحاول دائما الحفر في مناطق غير مألوفة ، والتحليق في فضاءات غير مطروقة . ولم تقف صعوبة بعض النصوص وكثرة الإحالات والحاجة إلى الهوامش فيها بينه وبين الإقدام على ترجمتها ، مما يعكس عدم ركونه إلى السهل أو المستسهل من النصوص التي تمنح نفسها بدون مصاعب كبيرة للترجمة .
هي رواية قصيرة نشرها الكاتب الروسي ديستوفيسكي في أوائل حياته الأدبيّة ، وتعد قطعة من الأدبِ الرفيع لما تحمله من بصمة واضحة لتفكير ديستوفيسكي وغوصه في أعماق النفس البشرية. في الرواية يحكي ديستوفيسكي حكاية قصيرة تمت في أربع ليالي لبطلٍ مجهولِ الاسم في مدينة بطرسبورغ ، وفي الروايِة كمٌ كبيرٌ من فن ديستوفيسكي في تلوين قصص الحبَ العابرة بصيغة نفسيّةٍ معقدةٍ للغاية ، حتي تشعر أنه يحكي عن قصةٍ ملحميّةٍ وليست قصة عاديّة.
والان ، يضع مؤلف الجريمة البارع روايتة الفضلى ( العميل ) ، بلغتها الاستثنائية و أثارتها الحابسة للأنفاس و لغزها المحير الذي يبقي غامضا حتى الصفحة الأخيرة .
ويقرر المحقق لعب دور البارع في كشف أكثر الألغاز غموضا.. وحين يلاحظ قضية مزعجة على طاولة مكتبه، سرعان ما يجد نفسه داخل حالة عنيفة ومتقلبة، وذات مخاطر في غاية الشدة .
لكن سرعان ما يكشف تحقيقة حكاية مزدوجة قد تكون مرتبطة بقضية اختفاء مترابطة لم تحل بعد .
الساعة تدق مذكرة بضرورة الإسراع في حل القضية قبل أن يضرب المجرم المتسلسل ضربته مجددا.
مجلة مدار اصدار مارس – ابريل 2019