مغامرة جديدة طريفة ومُضحكة في هذه الرواية الرحلة العجيبة للفقير الذي ظل حبيساً في خزانة ايكيا تجوب بك الأركان الأربعة من أوروبا مروراً بليبيا ما بعد القذافي، تحت غطاء حكاية حب غريبة ومشوقة تُشعرك هذه الرواية بقساوة المنفى وشدة الصراع الذي يخوضه يومياً المهاجرون غير الشرعين، الذين يُعتبرون آخر المغامرين في هذا القرن الي نعيشه، إنها حكاية هزلية ولكنها أيضاً وقبل كل شيء نقد لاذع للعالم المعاصر ودعوة إلى التسامح والإنفتاح على الآخر.
في رواية جريمة في قطار الشرق السريع، وعلى نحو فني رائع ودرامي مثير صوّرت لنا الكاتبة العالمية أجاثا كريستي جريمة قتل السيد راتشيت في قطار الشرق عبر رحلة أروبية سريعة، ويتخيل للقارئ للوهلة الأولي أنها جريمة قتل تقليدية من تلك الجرائم المعتادة والتي تكون بدافع شخصي، ولكن الكاتبة هنا ترصد لنا ملامح وتجليات وعبقريات المحقق الدولي السيد هيركيول بوارو وكيف أنه أخذ يحقق في تلك القضية الشائكة، وكيف أنه أخذ يربط بين الأحداث المتشابكة والغامضة في آن واحد حتى وصل إلي الحل.
ولم يكن توقف قطار الشرق السريع بسبب الثلوج أمرا عارضا في الرواية، وإنما جاء من أجل الحبكة الدرامية لكي يضفي على الرواية لمسة فنية رائعة.
إنني أدعوك عزيزي القارئ أن تقبل على تلك الرواية وأن تركز تركيزا شديدا في كل أحداثها حتى تستفيد من ثرائها بديناميكيات التحقق، وحتى تصبح فردا عالما ببواطن الأمور وخفايا الأسرار, ولكي تعلم علم اليقين أن الجريمة لا تفيد وأن الجاني لن يفلت أبدا من العقاب، حتى وان بدت الظروف غامضة غموض روايتنا هذه.
يشار إلى أن الكاتبة الأمريكية أجاثا كريستي هي واحدة من أعظم من كتبوا في أدب الجريمة والغموض على مستوى العالم، وترجمعت أعمالها إلى مئات اللغات عبر السنين، وتتوفر مجموعة كبيرة من إصداراتها في مكتبة بلاتينيوم بوك، كما يمكن طلبها عبر موقع مكتبة بلاتينيوم بوك للتوصيل إلى أي مكان في العالم.
ثمة جاذبية استثنائية في القصص التي يتصدى الايتام لبطولتها لانها بطولة حقيقية عندما تخرج الى العالم وتتصدى اليه بصدر مكشوف دون منظومة اجتماعية تعمل على دعمك وحمايتك يبدو الامر منطقيا اذا تذكرنا اكثر قصص الطفولة التي تركت اثارها في قلوبنا هايدي اني طرزان سارة او سالي ، اوليفر تويست ، توم سوير وحتى هاري بوتر . ان هؤلاء هم الابطال الذين نتعلم من خلالهم ان نحب الحياة وان ننتمي للعالم حقاً بتعبير جودي آبوت.
كتبت هذه الرواية في عام 1912 ومنذ ذلك الحين وهي مصدر الهام للقراء والكتاب والفنانين على حد سواء، وقد تم تحويلها مرارا الى عروض مسرحية وموسيقية ، افلام ومسلسلات وحتى الى مسلسلات كرتونية. تحكي هذه الرواية مغامرة جودي آبوت التي خرجت من الميتم لان احد الاوصياء قرر التكفل بعملية تعليمها بعد ان لاحظ موهبتها الاستثنائية في الكتابة والكتابة الريفة تحديداً واصرارها على السعادة بصفتها خيارا في الحياة وليست حقا مكتسبا من الولادة.
xطبعة منشورات تكوين-بقلم جين ويبستر