في هذا الكتاب… لن تجد صراخًا، ولا حكايات مكررة، بل محطَات كتبتها من عمق الشعور بعد أن هدأت العاصفة. 43 محطة، لا تُعاتب، ولا تُدين، ولا تُطالب أحدًا بشيء.
هي مجرد وقفات مع النفس، بعد مرور كثيرين، وخروج كثيرين، وثبات القليل جدًا.
كتبتها لأقول: أنا لم أندم على طيبتي، ولم أخجل من صدقي، ولم أغيّر أخلاقي حين تغيّروا… بل كبرت، وفهمت ووضعت كل علاقة في موضعها المناسب… بهدوء.
هذه الرسائل ليست لتُرسل، بل لتُقرأ ولمن يشبهني في بعض ما مرّ… لعله يجد نفسه بينها.
تظل الكلمة رفيق الروح، وفي كل المناسبات. وما يحمله هذا الكتاب، في شكل قصص قصيرة جداً، صوراً من ملامح حياة الإنسان، بكل تضاعيفها وانسياباتها، ومن هذه القصص، ما يلي:
حين ماتت جدتي حملت حزني بين ضلوعي ومضيت في الحياة بقلب عليل، ربما بكيت حتى ظن من حولي أنني قد سكبت كل حزني على قبرها، فلم يبق لي من الحزن شيء، لكن ما بداخلي كان حزنًا قاتمًا قابعاَ في أعماقي يخادع الآخرين بتواريه عن أنظارهم.
نشأت في كنف جدتي منذ أن ماتت أمي، تربيت بين أحضانها كابنة وحفيدة مدللة، حملت إرثها في عقلي كما حملته في دمائي كنت أراها امرأة استثنائية, وهي كذلك، وربما لهذا السبب بالذات شق على رحيلها، فتمزق قلبي بين الصدمة والحسرة على فقدانها
لم تكن فكرة إحياء هذا الحزن بالكتابة عنها بأمر يسير، لكن إن كان الثمن إعادة إحياء ذكراها، واستحضار أيامنا معًا، و إن يعرف الناس المرأة التي عرفتها، فلا بأس في أن أبتلع هذا الحزن كرمًا لهذه الغاية.
عسى أن يكون هذا الكتاب بوابة أعبر بها من أعماق حزني على خسارتها إلى سماء سعادتي بإحياء سيرتها.
وظيفة المضيفة ليست وظيفة سهلة، وهي ليست ممتعة كما يتخيل البعض، إنها مضنية ومتعبة وشاقة، وتحتاج إلى صبر وثقافة وقوة شخصية.
( مليورا)
فتاة إندونيسية، شاءت أقدارها أن تكون مضيفة طيران، وتلتقي بشاب عربي أربعيني يتزوجها، وهو يحمل غصةً في جوفه، كون خادمة منزلة تسببت في وفاة زوجته وابنه، بواسطة السحر والشعوذة.
ترى كيف ستحاول هذه المضيفة أن تغيّر حياة هذا الشاب؟!
يشعر الغريق بأن النهاية قد اقتربت حتى يجد الوسيلة التي تنجيه من الغرق، وقد يصنع تلك الوسيلة، صراع مع الموت من أجل الحياة، صراع مع الأزمات حتى يتحرر من قيودها، قيود متشابكة حول العنق، إما قكها لبدء حياة جديدة؛ أو
في تلك اللحظة تحديدا وفي هذا العالم الذي أسكنه، هفهفت ريح ولامست شيئًا في صدري، بقعة لا .يصل إليها سواها، وعرفت…. عرفت أن روحها ارتفعت هي الأخرى إلى السماء وها هي تحوم حولي….
في رحلة بين باكو والمنامة والدمام، ينتقل طلال مع ريما في جولة غامضة تكشف فيها الشخصيات وتحفي هوياتها المتعددة والملتبسة، فلا يعرف القاري أين ينتهي الواقع وأين يبدأ الخيال
في “المتاهة”، روايته الثالثة هذه، يستمر الصديقي في لعبة السرد الروائي الممتع الذي ينتقل فيه من وصف الواقع وتحليل المشاعر بدقة إلى التعليق على الأحداث الروائي بسخرية وفكاهة، لكنه هنا يضيف عناصر جديدة في الحبكة التي تعتمد الإثارة والتشويق، مما يجعلها تقترب كثيراً من الرواية البوليسية
اعتاد البدو خلال موسمَي الشتاء والربيع قديماً الإقامة في المقطر، وهو عبارة عن مجموعة من بيوت الشعر المتقاطرة على صف واحد، يمتد من الشرق إلى الغرب، فتبدو فوق الرمال كعربات القطار. يُبنى المقطر بهذا الشكل كي يمنع الأعين من كشف ستر البيوت المفتوحة، ولمنح النساء الحرية اللازمة التي تقتضيها تحركاتهن في بيوتهن أو عند تبادلهن الزيارات.
في المساء، يتقاطر الرجال على مجلس أكبرهم سناً، أو أرفعهم مكانة، أو أكثرهم کرماً، وتجتمع النساء في بيت إحداهن. يضج المقطر بالحكايات والطرائف ورائحة القهوة والضحكات، حتى يحل الصيف، فتطوى البيوت مجدداً، ويتفرَّق أهلها في الصحراء، لتتحوَّل حكایات ليالي المقطر المبهجة إلى ذكريات شجية تظل حيَّة في الذاكرة إلى الأبد، حكایات هذا المقطر الذي بين يديك الآن.