كعادته، يدخلنا أرنالدور إندريادسون في عالم الجريمة الغامضة، عبر حبكة جنائية معقدة؛ أجاد رسم تحركات أبطالها مستخدماً شخصيات جذابة؛ تبين قدرته على الغوص في عالم الجريمة والتحقيق الجنائي.
قبل بضعة أيام من الميلاد، يتم العثور على غودلاو غور، وهو حارس فندق في ريكافيك يؤدي أحياناً دور سانتا، متنكراً في زي بابا نويل؛ مطعوناً حتى الموت في غرفته الصغيرة البائسة في الفندق الذي يعمل فيه، وفي وضع شائن، وسرعان ما يتبين أن لدى الموظفين والنزلاء شيئاً يخفونه، ولكن أكثر الأسرار غموضاً دفن مع الضحية… وبينما يحاول التحري إرليندور العثور على إجابات، ويفتش عن دلائل يكتشف أن المظهر الهادئ للفندق يخفي وراءه الكثير من الغموض.
رواية ممتعة تضع القارئ تحت خداع مشوق تجعله يبحث مع التحري عن اللغز فيما وراء الأحداث المتسارعة والمتشابكة وهو في طريقه إلى إكتشاف سر الجريمة.
ويجدر الإشارة الى أن هذا الكتاب قد حاز على جائزة الخنجر الذهبي – جمعية الأدب البوليسي لعام 2011..
تحمل بين يديك رواية جثة من الجن، ليست سرد أحداث فحسب بل هي تدور حول وقائع حقيقية من قصة (غالية) بطلة الرواية التي تتعرض لأشد أنواع التعذيب والغدر من الإنس والجن أيضا، مما يععلها تبدأ بالبحث عن سر قاتل والدها الذي تجد جثته صدفة حول سور المنزل، وتصمم على معرفة أسرار الجثة ومن القاتل، وتبدأ بكشف غدر أقرب الناس منها.وسر الخاتم كذلك.
إنتهت محولاتي للوصول إليك ،
لقد قاتلت بشرف للوصول إليك ،
لكنني أيقنت بأني أصبحت جثة هامدة
لا الزمان زماني ولا انتي لي اتركك الان و امضي
امضي كجيش مهزوم خسر معركته مع الحياة….،،
يقال أن الحياة ماهى إلا طريق سفر طويل .. مليء بالحفر والمطبات نتجاوزها ونكمل سيرنا الذي يتخلله بعض المحطات .. محطات نتوقف عندها مؤقتا للراحة والتزود بالطاقة كي نستمر .. نستمر نحو وجهتنا ذات النهاية الحتمية .. والمجهولة غالباً
للمزيد من روايات الكاتب أسامة المسلم
كم هو قاسٍ أن نفقد هويتنا.. أن نتواجد بنفس الأمكنة والأزمنة.. ولكن تفصلنا مساحات الجفاء.. وتبعثرنا روابط معتمة..وغربة عميقة.. أسرة..جمعهم بيتٌ واحــد، وطبقٌ واحـد، وطريقٌ واحــد، وفرقهم زمنٌ عجيب.. لم يتبقَّ منهم سوى فتات ذكرى..يقتات عليها الوجع.. مضت بهم السنين فغادروا ولم يُعِدْهم الحنين ذات فجر.. غادروا وتركوا الماضي في زمن النقاء.. زمنِ الأغصانِ الخضراء..والأحزان الممنوعة..وجارات الصباح..وأمسيات الأسطح العتيقة.
تلاقي الأم معاملة سيئة من عائلة زوجها فتقرر الانفصال والرحيل إلى وطن والدها..جد بطلة الرواية التي تعاني الوحدة في موطنها الجديد بسبب اختلاف العادات والتقاليد، وتزيد فاجعتها بموت والدتها فتبدأ سلوكياتها بالتغير وتقبل على أمور كانت ترفضها بتاتا مسبقا.
البطلة التي اختارتها الكاتبة لنتمكن خلالها من الإنصات للآخرين ومعاينتهم والنظر في خفيّ حيواتهم وكأنها تقول لنا أنه لن يكتمل وجه المرء بما يقوله عن نفسه وما يعمل على رسمه مهما كانت براعته, ثمّة تفصيل بحاجة إلى من يضيئُه من الخارج لتكتمل الصورة, إنه فعل الكتابة الذي يجعل من “جديس” رواية تجعل من قراءتها لحظة إنسانية نادرة للحوار مع الذات, للإنصات إلى الجوهر, وللإتصال الحميم بالأشياء, لتبدو الذات جزءاً حياً, يانعاً, ومكتملاً من العالم, وهو الجزء الذي أرادت الكاتبة التعبير عنه من خلال الناس البُسطاء الذين لايعرفون شيئاً عن الحياة خارج أرضهم, ومع علمهم أنّها ليست الأفضل, يدركون تماماً أن أي أرضٍ أخرى ستقبلهم غرباء!